موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ


نِعْمَ وبِئْسَ فِعلانِ جامدان، يُستخدمانِ للمَدحِ والذَّمِّ؛ (نِعْمَ) للمَدحِ، و(بِئْسَ) للذَّمِّ، وتختَلِفُ صورةُ مجيءِ الفاعِل بَعْدَهما على صُورٍ:
1- أن يكونَ الفاعِلُ بَعْدَهما مُعَرَّفًا بـ(أل) أو مضافًا إلى ما فيه (أل). تَقولُ: نِعْمَ الرجُلُ، ونِعْم غلامُ القومِ.
2- أن يكونَ الفاعِلُ مُضْمَرًا، وبعد الفِعْل اسمٌ نكرةٌ يدُلُّ على الفاعِل، ويُعرَبُ الاسمُ النَّكِرةُ تمييزًا. تَقولُ: نِعْم رجُلًا، بئس خادمًا، ومنه قَولُه تعالى: بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا [الكهف: 50] ، أي: بئس البَدَلُ بَدَلًا.
وقد يُحذَف التمييزُ حينئذٍ للعلمِ به؛ ومنه قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ » أخرجه أبو داود (354)، والترمذي (497)، والنسائي (1380)، وأحمد (20174) مطولاً من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه. وأخرجه ابن ماجه (1091) مطولاً من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، أي: أخذ بالسُّنةِ ونِعْمَتِ السُّنَّةُ.
ويجوز أن يجتَمِعَ الفاعِلُ والتمييزُ معًا، ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
والتغلبيُّون بِئسَ الفَحلُ فَحْلُهم
فحلًا وأمُّهم زلَّاءُ مِنْطِيقُ
فجمع بين "الفحل" وهو الفاعِل، والتمييز "فحلًا".
ومما يَشتَبِهُ فيه أن يكون فاعِلًا لـ(نعم) و(بئس) أو يكون تمييزًا "ما". تَقولُ: نِعْمَ ما يقولُ الرَّجُلُ، وبِئس ما فعَلْتَ؛ فقد تكون نكرةً موصوفةً في موضعِ نَصبٍ على التمييزِ، تدُلُّ على الفاعِل المُضْمَرِ قبلها، وقد تكونُ موصولةً من المعارِفِ، وهي الفاعِلُ لفِعلِ المَدحِ والذَّمِّ، ومنه قَولُه تعالى: بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ [البقرة: 90] .

انظر أيضا: