موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الأوَّلُ: أبو مُحَمَّدٍ الأبْنَاسيُّ (ت: 802 هـ)


أبو مُحَمَّدٍ إبراهيمُ بنُ موسى بنِ أيُّوبَ الأبناسيُّ، الشَّافِعيُّ، القاهِريُّ، برهانُ الدِّينِ، نزيلُ القاهِرةِ، النَّحْويُّ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ خمسٍ وعِشرينَ وسَبْعِ مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
الوادي آشي، وأبو الفَتحِ الميدوميُّ، واليافِعيُّ، والإسنوي، ومغلطاي.
ومِن تَلَامِذَتِه:
ابنُ حَجَرٍ، وابنُ الجَزَريِّ، وولي الدين العراقي.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان أبو مُحَمَّدٍ الأبناسيُّ شَيخَ الدِّيارِ المِصريَّة، عارِفًا بالفِقهِ والأُصولِ والنَّحوِ، وصَنَّفَ في الفِقْهِ والحَديثِ والنَّحوِ.
وكان حَسَنَ الخُلُقِ، جَميلَ العِشْرةِ، فيه مَزيدُ التَّواضُعِ والثَّقَشُّفِ والتَّعَبُّدِ، وطَرْحِ التَّكَلُّفِ، وحُسْنِ السَّمتِ، ومَحَبَّةِ الفُقَراءِ، وقَد تصَدَّى لِلإفتاءِ والتَّدريسِ دَهرًا، وكان أبرَّ مَشايِخِ مِصرَ بالطَّلَبة؛ فكان يُحْسِنُ إلَيهم، ويَجمَعُهم على التَّفَقُّه، ويُرَتِّبُ لهم ما يَأكُلونَ، ويَسعَى في الأرزاقِ حَتَّى كان أكثَرُ الطَّلبةِ في القاهِرةِ مِن تَلامِذَتِه.
وقَد عُيِّنَ مَرَّةً لِلقَضاءِ فلمَّا بَلَغَه ذلك تَوارَى.
عَقيدتُه:
ظَهَر من كتابتِه أنَّه رحمه اللهُ كان على اعتِقادِ أهلِ السُّنَّةِ، يدُلُّ على ذلك نَقْلُه كلامَ الخَطيبِ البَغداديِّ، قال: ((ولو لم يكُنْ في الاقتِصارِ على سَماعِ الحديثِ وتخليدِه الصُّحُفَ دونَ التمَيُّزِ بمَعرفةِ صَحيحِه مِن فاسِدِه، والوُقوفِ على اختِلافِ وُجوهِه، والتصَرُّفِ في أنواعِ عُلومِه إلَّا تلقيبُ المُعتَزِلةِ والقَدَريةِ مَن سَلَك تلك الطَّريقةَ بالحَشْويَّةِ- لوَجَب على الطَّالِبِ الأَنَفةُ لنَفْسِه، ودَفْعُ ذلك عنه وعن أبناءِ جِنْسِه)) [660] ينظر: ((الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح)) للأبناسي (1/ 414). .
وقال أيضًا: ((أفضَلُهم على الإطلاقِ أبو بكرٍ ثمَّ عُمَرُ، ثمَّ إنَّ جُمهوَر السَّلَفِ على تقديمِ عُثمانَ على عليٍّ، وقدَّم أهلُ الكوفةِ مِن أهلِ السُّنَّةِ عَلِيًّا على عُثمانَ ... وتقديمُ عُثمانَ هو الذي استقَرَّت عليه مَذاهِبُ أصحابِ الحَديثِ وأهل ِالسُّنَّةِ)) [661] ينظر: ((الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح)) للأبناسي (2/ 501). .
مُصَنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفاتِه: كِتابُ: ((شَرْح ألفيَّة ابنِ مالِكٍ))، كتابُ: ((الشَّذَا الفيَّاح مِن عُلومِ ابنِ الصَّلاح))، كتاب: مناقِبِ الشَّيخ أبي العبَّاسِ البَّصير)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ اثنَتَين وثمانٍ مِائة [662] يُنظَر: ((المقفى الكبير)) للمقريزي (1/ 88)، ((إنباء الغمر بأبناء العمر)) لابن حجر (2/ 112)، ((المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي)) لابن تغري بردي (1/ 178)، ((الضوء اللامع)) للسخاوي (1/ 172)، ((شذرات الذهب)) لابن العماد الحنبلي (9/ 12)، ((الأعلام)) للزركلي (1/ 75). .

انظر أيضا: