موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ السَّادِسَ عَشَرَ: ابنُ عَقِيلٍ (ت: 769هـ)


بهاءُ الدِّينِ، عبدُ اللهِ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَقيلٍ العَقيليُّ، المِصريُّ، الفَقيهُ النَّحْويُّ، وهو من ولَدِ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ ثمانٍ وتسعين وسِتِّ مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
تَقِيُّ الدِّينِ الصَّائغُ، والعَلاءُ القُونويُّ، والجَلالُ القَزوينيُّ، وأبو حَيَّانَ، وابن الشِّحنة.
ومِن تَلَامِذَتِه:
سراجُ الدِّينِ البلقينيُّ، والجَمالُ بنُ ظهيرةَ، ووَليُّ الدِّينِ العِراقيُّ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان مَهِيبًا مُتَرَفِّعًا عَن غِشْيانِ النَّاسِ، ولا يَخلو مَجْلِسُه مِنَ المُتَرَدِّدينَ إلَيه، كَريمًا كَثيرَ العَطاءِ لِتَلاميذِه، شُهِدَ له بالمَهارة في العَرَبيَّة، حَتَّى قال فيه أبو حيان: ما تَحتَ أديمِ السَّماءِ أنحَى مِنِ ابنِ عَقيلٍ!
كان مِن أكابِرِ عُلماءِ عَصرِه، ونابَ في الحُكمِ عَن عِزِّ الدِّينِ بن جَماعةَ، ثُمَّ تَولَّى القَضاءَ مَكانَ ابنِ جَماعة، وكان قَويَّ النَّفسِ يَنتَبه على أربابِ الدَّولةِ وهم يَخضَعونَ له ويُعظِّمونَه وكان إمامًا في العَرَبيَّة والمَعاني والبَيانِ، مُشارِكًا في الفِقهِ والأصولِ عارِفًا بالقِراءاتِ السَّبعِ.
عَقيدتُه:
لابنِ عَقيلٍ كلماتٌ جيِّدة الاعتقاد؛ فمِن ذلك قَولُه: ((أو كان الرَّفعُ يُوهِمُ وَصفًا مُخِلًّا، كقَولِه تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر: 49]؛ فنَصْبُ «كُل» يرفَعُ توَهُّمَ أنَّ «خَلَقْناه» صِفةُ «شَيْءٍ»؛ إذ الصِّفةُ لا تُفَسِّرُ عاِملًا فيما قَبْلَها، فهو خَبَرٌ، فيَلزَمُ عُمومُ خَلقِ الأشياءِ بقَدَرٍ، وهو قَولُ أهلِ السُّنَّةِ. ورَفْعُه يُوهِمُ أنَّ «خَلَقْناه» صِفةُ «شَيْءٍ». والصَّوابُ كَونُه خَبَرًا، فرَجَح النَّصْبُ لرَفْعِه احتِمالَ غَيرِ الصَّوابِ، وقد قُرِئَ بكُلٍّ منهما، لكِنَّ المشهورَ النَّصْبُ)) [640] ينظر: ((المساعد على تسهيل الفوائد)) لابن عقيل (1/ 417). .
وقال أيضًا: ((ولهذا لا يُتعَجَّبُ مِن صِفاتِ اللهِ تعالى، فلا يقالُ: ما أعلَمُ اللهَ! لأنَّ عِلْمَه لا يَقبَلُ الزِّيادةَ)) [641] ينظر: ((المساعد على تسهيل الفوائد)) لابن عقيل (2/ 161). .
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((شرح ألفيَّة ابن مالك))، وكتاب: ((التعليق الوجيز على الكتاب العزيز))، وكتاب: ((الجامع النَّفيس في مذهب ابن إدريس))، وكتاب: ((المساعد في شرح تسهيل الفوائد.
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ تسعٍ وستين وسَبْعِ مِائةٍ [642] يُنظَر: ((العقد المذهب في طبقات حملة المذهب)) لابن الملقن (ص: 409)، ((ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد)) للفاسي (2/ 36)، ((طبقات الشافعية)) لابن قاضى شهبة (3/ 96)، ((حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة)) للسيوطي (1/ 537). .

انظر أيضا: