موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: تعدُّدُ المَفْعُولِ


قد يتعدَّى الفِعْلُ إلى مفعولٍ واحدٍ، وقد يتعدَّى إلى أكثَرَ من واحدٍ، فيَنصِبُ مفعولينِ أو ثلاثةً، وذلك على النَّحوِ الآتي:
الذي يتعدَّى إلى مفعولينِ:
وهذا ينقَسِمُ إلى قِسمَينِ:
1- (ظَنَّ) وأخواتُها، حيث يكونُ أصلُ المفعولين المُبتَدَأَ والخَبَرَ، وقد أفرَدْنا ذلك في بابٍ خاصٍّ.
2- ما ليس أصلُهما المُبتَدَأَ والخَبَر؛ مِثْلُ: أعطى، منح، كسا...
وهذا النَّوعُ يجوزُ مخالفةُ الترتيبِ فيه بين المفعولَينِ. فتَقولُ: أعطيتُ درهمًا محمَّدًا، أعطيتُ محمدًا درهمًا.
أعطى: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِه بتاء الفاعِل، التاءُ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلٌ، محمدًا: مفعولٌ به أوَّلُ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ، درهمًا: مفعولٌ به ثانٍ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
لكنْ يَجِبُ التزامُ الترتيبِ في أحوالٍ:
1- إذا كان المفعولُ الأوَّلُ ضميرًا مُتَّصِلًا، مِثلُ: منحْتُك وردةً.
2- إذا كان أحدُ المفاعيلِ محصورًا، مِثْلُ: لا أُعطي الفقيرَ إلَّا أجودَ الطعامِ.
3- إذا خِيف اللَّبْسُ بين المفعولينِ؛ تَقولُ: أعطيتُ محمدًا زَميلًا في السَّفَرِ.
ما يتعدَّى إلى ثلاثةِ مفاعيلَ: وهي: أعلَمَ، وأَرَى، وأنبَأَ، ونحْوَها. تَقولُ: أعلمتُ سعيدًا الأمرَ جليًّا، وأرَيْتُ محمَّدًا الحَقَّ واضِحًا.
أعلمتُ: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِه بتاء الفاعِل، والتاءُ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلٌ.
سعيدًا: مفعولٌ به أوَّلُ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
الأمرَ: مفعولٌ به ثانٍ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
جليًّا: مفعولٌ به ثالثٌ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ يُنظَر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (4/ 299)، ((ارتشاف الضَّرَب من لسان العرب)) لأبي حيان الأندلسي (4/ 2095). .

انظر أيضا: