موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الثَّالث والثلاثون: ابنُ قَادِمٍ (ت: 251 هـ)


أبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ -وقيل: أحمد- بنُ عبدِ اللهِ بنِ قَادِم، الكوفيُّ، النَّحْويُّ.
مِن مَشَايِخِه:
الفَرَّاءُ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
أحمدُ بنُ يَحْيَى المعروفُ بثَعْلَب، والمُعْتَز "الخليفة".
مَنزِلتُه ومكانتُه:
كان أبو جَعْفَر بنُ قَادِم مِن أعْيَان أصْحَاب الفَرَّاء، وكان حَسَن النَّظَر في عِلَلِ النَّحْوِ، وكان يؤدِّب "المُعْتَز" قبْل أن يتولَّى الخِلافةَ.
وقد ذُكِر عن أحمَدَ بنِ إسْحَاقَ بنِ بُهْلُول: أنه دخل هو وأَخُوه بَغْدَاد، فدارا على الخلْقِ يومَ الجُمعةِ، فوقَفَا على حَلْقةٍ يَوْمَ الجُمُعَةِ بها رجلٌ يَتَلهَّب ذَكَاءً، ويُجِيبُ عن كُلِّ ما يُسْأَل عنه مِن مَسَائِل الأَدَب وَالْقُرْآن، فَسَأل: مَن هذا؟ فقَالُوا: ثَعْلَب، فإِذا بشَيخٍ يتَوَكَّأ على عَصًا، فقال ثَعْلَبُ لأهْل الحَلْقَة: أفْرِجوا للشَّيْخ، فَأَفْرَجوا له حتى جَلَس إِلى جَانِبه. ثمَّ إِنَّ سَائِلًا سَأَلَ ثَعْلَبًا عن مَسْأَلَة، فقال: قال الرُّؤَاسِي فيها كذا، وقال الكِسَائِيُّ كذا، وقال الفَرَّاء كذا، وقال هِشَامٌ كذا، وقُلْتُ أنا كَذَا. فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ: لَا تراني أعتَقِدُ فِيهَا إلَّا جَوابَك؛ فَالحَمْدُ لله الذي بَلَّغَنِي فِيك هذه المنزلَةَ. فَقُلْنَا: مَن هَذَا الشَّيْخ؟ فَقِيل: أسْتَاذُه ابنُ قَادِم.
وكان رحمه الله مَرْجِعًا في النَّحْوِ واللُّغَةِ عند الاخْتِلَافِ.
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((الكافي)) في النَّحْو، وكتاب: ((غريب الحديث))، وكتاب: ((الملوك)).
وفاتُه:
ذُكر في سَبَب وَفَاتِه أنَّه كان يُعَلِّم المُعْتَزَّ قَبْل تولِّيه الخِلَافَةَ، فَلَمَّا وَلِيَ بَعَث إليه، فَقيل: أجِبْ أمِير المُؤمنِينَ، فَقَالَ: أَلَيْسَ هُوَ بِبَغْدَاد؟ -يَعْنِي المُسْتَعِين-. فَقَالُوا: لَا، قد وَلِيَ المُعْتَزُّ، وكان قد حَقَد عليه بطرِيقِ تَأْدِيبِه له، فَخَشِيَ مِن بَادِرَتِه، فَقَالَ لِعِيَالِه: عَلَيْكُم السَّلَامُ. فَخرج وَلم يرجِعْ إِلَيْهِم. وَذَلِكَ فِي سَنةَ إحدى وخمسينَ ومِائَتَينِ [208] يُنظَر: ((طبقات النحويين واللغويين)) لمحمد بن الحسن الزُّبَيدي (ص 138)، ((معجم الأدباء)) لياقوت الحَمَوي (6/ 2544)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (3/ 156)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (3/ 240)، ((البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة)) للفيروزابادي (ص 268)، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)) للسيوطي (1/ 140)، ((الأعلام)) للزِّرِكْلي (6/ 222). .

انظر أيضا: