موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ العاشِرُ: المُفَضَّلُ الضَّبِّي (ت: 171 هـ)


أبو عبدِ الرَّحمنِ -وأبو العَبَّاس- المُفَضَّل بنُ محمَّدِ بنِ يَعْلَى بن عَامِر بن سَالِم بن أبي سَلْمَى، الكُوفِي الضَّبِّي [57] ضَبَّةُ: حيٌّ من العَرَبِ. يُنظر: ((تاج العروس)) (3/ 233). ، النَّحْوي اللُّغَوي، المُقْرِئ، الأَدِيب.
مِن مشايخِه:
سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وأبو إِسْحَاقَ السَّبِيعِي، وعَاصِمُ بنُ أبي النَّجُود.
ومِن تَلامِذَتِه:
يحيى بن زياد الفَرَّاءُ، ومحمَّدُ بن عُمَر القَصَبِي، والكِسَائِيُّ.
مَنزِلتُه ومكانتُه:
كان رحمه الله ثقةً، أديبًا عالِمًا بالأخبار والشِّعر والعَرَبيَّة، كان عَلَّامةً راويةً للآدابِ والأخبارِ وأيَّامِ العَرَبِ، مُوثَّقًا في روايته، وهو يُعَدُّ أوثَقَ مَن روى الشِّعرَ مِن الكوفيِّينَ.
ولما بلَغ ابنَ المبارك موتُه قال:
نُعِي لي رِجَالٌ والمُفَضَّلُ منْهمُ
فكيفَ تَقَرُّ العَيْنُ بَعْدَ المُفَضَّلِ
ومع طُول باعِه في رواية الشِّعر لم يكن يقولُه، ولَمَّا سُئِل عن ذلك قال: (عِلمي به يمْنعني مِن قَولِه).
عَقيدتُه:
لم يتوفَّرْ في كُتُبِ التاريخِ والتراجِمِ ما يدُلُّ على عقيدةِ المفَضَّلِ الضَّبِّيِّ، غيرَ أنَّه كان قد خرج على أبي جَعفَرٍ المنصورِ مع إبراهيمَ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ أخي محمَّدٍ النَّفْسِ الزَّكيَّةِ، وظَفِرَ به المنصورُ ثمَّ عفا عنه [58] ينظر: ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقفطي (3/ 302)، ((الأعلام)) للزركلي (7/ 280). . وهذا يدُلُّ على أنَّه كان عَلَوِيًّا يُوالي الطَّالبيِّينَ على حِسابِ بني أعمامِهم من العبَّاسيِّينَ. غَيْرَ أنَّ ذلك لم يمنَعِ ابنَ المبارَكِ مِن محبَّتِه والثَّناءِ عليه، بل والبُكاءِ حين نُعِيَ إليه؛ إذ لَمَّا بلغه نبَأ ُوفاتِه قال:
نُعِيَ لي رِجَالٌ والمُفَضَّلُ منْهمُ
فكيفَ تَقَرُّ العَيْنُ بَعْدَ المُفَضَّلِ [59] ينظر: ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (4/ 521)، ((غاية النهاية في طبقات القراء)) لابن الجزري (2/ 307).
كما أنَّه قد أدركه الحرَجُ في أواخرِ أيامِه من روايتِه لشِعرِ الهِجاءِ وكِتابتِه، فأقبل يَكتُبُ المصاحِفَ ويجعلُها وقْفًا في المساجِدِ تكفيرًا عن ذلك [60] ينظر: ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقفطي (3/ 304). .
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((أمثال العرب))، وهو يُعدُّ مِن أهمِّ كتُبِ الأمثالِ التي نُقِلَت إلينا، و((المُفَضَّلِيَّات)) التي تُعَدُّ أقدَمَ مَجموعةٍ في اختيارِ الشِّعرِ العَرَبيِّ، وكتاب: ((معاني الشِّعرِ))، وكتاب: ((العَرُوض)).
وفاتُه:
تُوفِّي رحمه الله سنة إحدى وسبعينَ ومِائةٍ. وقيل: سنةَ سبعينَ ومائةٍ. وقيل: سنةَ ثمانٍ وستينَ ومائةٍ [61] يُنظَر: ((مراتب النحويين)) لأبي الطيب اللُّغَوي (ص 71)، ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (15/ 151)، ((طبقات النحويين واللغويين)) لمحمد بن الحسن الزُّبَيدي (ص 193)، ((نزهة الألباء)) لكمال الدين الأنباري (ص 51)، ((معجم الأدباء)) لياقوت الحَمَوي (6/ 2710)، ((إنباه الرواة)) للقِفْطي (3/ 298). .

انظر أيضا: