موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ الثَّالثُ: كي (المصدريَّةُ)


وهي المسبوقةُ بلامِ التَّعليلِ الجارَّةِ لفظًا أو تقديرًا، وتكونُ ناصبةً للفعلِ المضارعِ بَعْدَها بنَفْسِها، وتكونُ هي والفِعْلُ في تأويلٍ مصدَرٍ مجرورٍ باللامِ، تَقولُ: جئتُ لكي أحسِنَ إليك.
جئتُ: جاء: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِه بتاءِ الفاعِلِ، والتاءُ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلٌ.
لكي: اللامُ حَرفُ جَرٍّ، وكي: حرفٌ مصدريٌّ ناصِبٌ مَبْنيٌّ على السُّكونِ.
أحسِنَ: فِعلٌ مُضارعٌ منصوب بـ(كي)، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ. والمصدَرُ المؤَوَّلُ من (كي) والفِعْلِ المضارعِ في مَحَلِّ جرٍّ اسمٌ مَجرورٌ باللَّامِ.
ومِثالُ المصدريَّةِ المقدَّرِ قبْلَها اللامُ قَولُه تعالى: مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ [الحشر: 7] ، أي: لِكَيْلَا يكونَ.
فإذا لم تُسبَقْ بلامِ التَّعليلِ الجارَّةِ فيُنصَبُ الفِعْلُ بَعْدَها بـ(أنْ) المضمَرةِ جَوازًا، وتكونُ (كيْ) حرفَ جَرٍّ، مِثلُ قَولِه تعالى: فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا [طه: 40] ، فيجوزُ في غيرِ القرآنِ: كيْ أنْ تَقَرَّ يُنظَر: ((شرح ألفية ابن مالك)) لابن الناظم (ص: 474)، ((توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك)) للمرادي (3/ 1229). .
وإذا دخلت على (ما) المصدريَّةِ تكونُ حَرفَ جرٍّ أيضًا، كقَولِ الشَّاعِرِ:
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَنْفَعْ فَضُرَّ فَإِنَّمَا
يُرَادُ الْفَتَى كَيْمَا يَضُرُّ وَيَنْفَعُ
فـ(ما) المصدَرِيَّةُ وما بَعْدَها في مَحَلِّ جَرٍّ بـ(كي).

انظر أيضا: