موسوعة اللغة العربية

الفصلُ الثَّالثُ: القَرينةُ


هي كُلُّ ما يدُلُّ على المَقْصودِ، وقَرينةُ الكَلامِ: ما يُصاحِبُه ويدُلُّ على المُرادِ به.
واصْطِلاحًا: الدَّليلُ، أي: ما يُعتَمَدُ عليه في إثْباتِ صِحَّةِ قاعِدةٍ أو اسْتِعمالٍ؛ كحَذْفِ الحالِ في قَولِه تعالى: وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ [الرعد: 23-24] ؛ والتَّقْديرُ: قائِلينَ: سَلامٌ عليكم، والقَرينةُ: كَوْنُ الحالِ قَولًا أغْنَى عنه المَقولُ، ومِثلُ: "أخَذَ العَصا موسى"؛ ففي هذه الجُملةِ قَرينةٌ مَعْنويَّةٌ تُفيدُ في تَقْديمِ المَفْعولِ به: "العَصا" على الفاعِلِ: "موسى".
وتَنْقسِمُ إلى القَرينةِ اللَّفْظيَّةِ، وهي: الدَّليلُ المَقاليُّ، أيِ: الَّذي يَعودُ إلى القَولِ والكَلامِ، مِثلُ: "هل أقَمْتَ طَويلًا في بَيْروتَ؟". "إقامةً مُمْتِعةً" والتَّقْديرُ: أقَمْتُ إقامةً مُمْتِعةً. والقَرينةِ المَعْنويَّةِ: وهي الدَّليلُ الحاليُّ، أي: ما يُفهَمُ مِنَ الكَلامِ فيُفسِّرُ المُلابَساتِ المُحيطةَ به، مِثلُ: "أصابَتْ لَيلى الحُمَّى"؛ فالقَرينةُ المَعْنويَّةُ تُفيدُ أنَّ الفاعِلَ مُؤخَّرٌ عنِ المَفْعولِ به، وقد خَفِيَ إعْرابُهما؛ فالقَرينةُ المَعْنويَّةُ تُفيدُ أنَّ "الحُمَّى" هي الَّتي أصابَتْ "ليلى" [530] يُنظَر: ((معجم المُصْطلَحات النَّحْوية والصرفية)) لمحمد سمير اللبدي (ص: 186)، ((المعجم المفصل في النَّحْو العربي)) لعزيزة فوال (2/ 793). .

انظر أيضا: