موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّاني: الجُملُ الَّتي ليس لها مَحَلٌّ مِنَ الإعْرابِ


هي الجُملُ الَّتي لا تَحُلُّ مَحَلَّ كَلِمةٍ مُفرَدةٍ، وقد اختُلِفَ في عَددِها، فيَرى المُراديُّ أنَّها تِسْعٌ، ويَرى ابنُ هِشامٍ أنَّها سَبْعٌ، ويَرى السُّيوطيُّ أنَّها اثْنَتا عشْرَةَ جُملةً، وهي:
الأُولى: أن تَقَعَ الجُملةُ في ابْتِداءِ كَلامٍ لَفْظًا ونِيَّةً، أو نِيَّةً لا لَفْظًا، نَحْوُ: زيدٌ قائِمٌ، وقامَ زيدٌ، وراكِبًا جاء زيدٌ، فإن وقَعَتْ أوَّلَ كَلامٍ لَفْظًا لا نِيَّةً كان لها مَحَلٌّ مِنَ الإعْرابِ، نَحْوُ: أبوه قائِمٌ زيدٌ.
الثَّانيةُ: أن تَقَعَ بَعْدَ أدَواتِ الابْتِداءِ، فيَشمَلُ ذلك الحُروفَ المَكْفوفةَ، نَحْوُ: إنَّما زيدٌ قائِمٌ. وإذا الفُجائِيَّةَ، نَحْوُ: خرَجْتُ فإذا زيدٌ قائِمٌ. وهَلْ، وبَلْ، ولَكِنْ، وألَا، وأمَا، وما النَّافيةَ غيرَ الحِجازيَّةِ، وبَيْنَما، وبَيْنا، نَحْوُ: هل زيدٌ قائِمٌ، وما زيدٌ مُنطلِقٌ.
الثَّالثةُ: أن تَقَعَ بَعْدَ أدَواتِ التَّحْضيضِ، نَحْوُ: هلَّا أكْرمْتَ زيدًا.
الرَّابِعةُ: أن تَقَعَ بَعْدَ حُروفِ الشَّرْطِ غيْرِ العامِلةِ، نَحْوُ: لو جاءَ زيدٌ لأكْرَمْتُك.
الخامِسةُ: أن تَقَعَ جَوابًا للحُروفِ الشَّرْطيَّةِ غيْرِ العامِلةِ، نَحْوُ: إذا حضَرَ مُحمَّدٌ فسيَنجَحُ، أو لِحرْفِ شَرْطٍ جازِمٍ ولم يَقتَرِنْ بالفاءِ أو بإذا الفُجائيَّةِ، نَحْوُ: إن تَقُمْ أقُمْ.
السَّادِسةُ: أن تَقَعَ صِلةً لِحَرْفٍ أوِ اسمٍ، نَحْوُ: قامَ الَّذي وَجْهُه حَسَنٌ.
السَّابِعةُ: أن تَقَعَ اعْتِراضيَّةً، نَحْوُ قَولِه تعالى: وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ [الواقعة: 75-77] .
الثَّامِنةُ: أن تَقَعَ تَفْسيريَّةً، نَحْوُ قَولِك: أشَرْتُ إليه أنْ قُمْ.
التَّاسِعةُ: أن تَقَعَ تَوْكيدًا لِما لا مَحَلَّ له مِنَ الإعْرابِ، نَحْوُ: قامَ زيدٌ قامَ زيدٌ.
العاشِرةُ: أن تَقَعَ جَوابَ قَسَمٍ، نَحْوُ: واللهِ ما زيدٌ قائِمًا، واللهِ ليَخرُجَنَّ.
الحادِيةَ عشْرَةَ: أن تكونَ مَعْطوفةً على ما لا مَحَلَّ له مِنَ الإعْرابِ، نَحْوُ: جاء زيدٌ وخرَجَ عَمْرٌو.
الثَّانيةَ عشْرَةَ: الجُملةُ الشَّرْطيَّةُ إذا حُذِفَ جَوابُها، وتَقدَّمَها ما يدُلُّ عليه، نَحْوُ قولِ العَربِ: أنتَ ظالِمٌ إن فعَلتَ، والتَّقْديرُ: إن فعَلتَ فأنتَ ظالِمٌ. أو تَقدَّمَها ما يَطلُبُ ما يدُلُّ على جَوابِها، نَحْوُ: واللهِ إن قامَ زيدٌ لَيَقومَنَّ عَمْرٌو، فالقَسَمُ يَطلُبُ (لَيَقومَنَّ)، (ولَيَقومَنَّ) دَليلٌ على جَوابِ الشَّرْطِ؛ التَّقْديرُ: إن قامَ زيدٌ يَقُمْ عَمْرٌو [341] يُنظَر: ((رسالة في جمل الإعراب)) للمرادي (ص: 105- 131)، ((مغني اللبيب عن كتب الأعاريب)) لابن هشام (ص: 500- 558)، ((الأشباه والنظائر في النَّحْو)) للسيوطي (2/ 40- 44). .

انظر أيضا: