موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّاني عشر: اسمُ الفاعِلِ (الفِعلُ الدَّائِمُ)


هو اسمٌ دلَّ على الحَدَثِ وصاحِبِه الَّذي قامَ به، مِثلُ: (قائِم) في قولِنا: مَررْتُ برَجُلٍ قائِمٍ؛ فإنَّه دلَّ على الحَدَثِ، وهو القِيامُ، وفاعِلِ الحَدَثِ، وهو الرَّجُلُ.
وسمَّاه الكُوفيُّونَ بالفِعلِ الدَّائِمِ، والَّذي حمَلهم على هذه التَّسْميةِ عَدَمُ دَلالتِه على زَمَنٍ مُعيَّنٍ؛ فإنَّه يدُلُّ على الماضي تارةً، وعلى الحالِ تارةً، والاسْتِقْبالِ تارةً أُخْرى [85] يُنظر: ((دراسات في النَّحْو)) لصلاح الدين الزعبلاوي (ص:487)، ((مُصْطلَحات النَّحْو الكوفي)) لعبد الله الخثران (ص:52). ، وأنَّهم وجَدوه يَعمَلُ عَمَلَ الفِعلِ مِنَ التَّعدِّي واللُّزومِ؛ فإن كان الفِعلُ الَّذي اشتُقَّ مِنه مُتعدِّيًا كان اسمُ الفاعِلِ مُتعدِّيًا، وإن كان لازِمًا كان اسمُ الفاعِلِ لازِمًا. ويَدخُلُ على الفاعِلِ فيَرفَعُه، كما يَعمَلُ عَمَلَه إن كان مُتعدِّيًا، فيَرفَعُ الفاعِلَ ويَنصِبُ المَفْعولَ.
ويُشتَرطُ في عَمَلِه أن يدُلَّ على الحالِ أو الاسْتِقبالِ، فإن دلَّ على الماضي كقَولِك: هذا ضارِبُ مُحمَّدٍ أمْسِ، لم يَعمَلْ.
أمَّا البَصريُّونَ فإنَّهم أطْلَقوا عليه اسمَ الفاعِلِ؛ نَظَرًا لدَلالتِه المَعْنويَّةِ، فإنَّه يدُلُّ على الفاعِلِ الَّذي يُباشِرُ الحَدَثَ ويَقومُ به [86] يُنظر: ((أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك)) لابن هشام (3/181)، ((شرح ابن عقيل)) (3/106)، ((همع الهوامع)) للسيوطي (3/68)، ((المعجم المفصل في اللُّغة والأدب)) لإميل يعقوب وميشال عاصي (ص:116). .

انظر أيضا: