موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ السَّادسُ: الاسْتِعارةُ المُطْلَقةُ


هي الَّتي خلَتْ عمَّا يُلائِمُ أحدَ طَرَفيِ الاسْتِعارةِ؛ لا المُسْتَعارَ مِنه ولا المُسْتَعارَ له، أو ما ذُكِر معَها ما يُلائِمُ المُشبَّهَ به والمُشبَّهَ معًا؛ فمِنَ الأوَّلِ قولُ الشَّاعِرِ:
قَوْمٌ إذا الشَّرُّ أبْدى ناجِذَيهِ لَهم
طاروا إليه زَرافاتٍ ووُحْدانَا
ومِنَ الثَّاني قولُ الشَّاعِرِ:
لَدى أسَدٍ شاكي السِّلاحِ مُقذَّفٍ
لهُ لِبَدٌ أظْفارُهُ لم تُقلَّمِ
فاسْتَعار الأسَدَ للرَّجُلِ الشُّجاعِ، وذكَر ما يُناسِبُ المُسْتعارَ له، وهو قَولُه: «شاكي السِّلاحِ مُقذَّفٍ»، وهذا هو التَّجْريدُ، ثمَّ ذكَر ما يُناسِبُ المُسْتعارَ مِنه (الأسَد)، وهو قولُه: «له لِبَدٌ أظْفارُه لم تُقلَّمِ»، وهذا هو التَّرْشيحُ، واجْتِماعُ التَّجْريدِ والتَّرْشيحِ يُؤدِّي إلى تَعارُضِهما وسُقوطِهما، فكأنَّ الاسْتِعارةَ لم تَقْترِنْ بشيءٍ، وتكونُ في رُتْبةِ (المُطْلَقةِ) [59] يُنظر: ((علم البيان)) لعبد العزيز عتيق (ص: 189)، ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (ص: 272). .

انظر أيضا: