موسوعة اللغة العربية

الفصلُ السَّابع والعشرون: الاسْتِخْدامُ


هو أن يَأتيَ المُتكلِّمُ بلَفْظةٍ لها مَعْنيانِ، ثم يأتيَ بلَفْظتَينِ يَسْتخدِمُ كلَّ لَفْظةٍ مِنهما في مَعْنًى مِن مَعْنيَي تلك اللَّفْظةِ المُتقدِّمةِ، ومِنه قولُه تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا [النساء: 43] ؛ فلَفْظُ "الصَّلاةِ" يَحْتمِلُ مَعْنيَينِ: الصَّلاةَ نفْسَها، ومَوضِعَ الصَّلاةِ، ثمَّ قال: حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقولُونَ؛ ليدُلَّ على أنَّ المُرادَ فِعلُ الصَّلاةِ، وقال: إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ ليدُلَّ على أنَّ المُرادَ مَكانُ الصَّلاةِ، وهو المَسجِدُ.
وبَيْنَ الاسْتِخدامِ والتَّوْريةِ تَقارُبٌ؛ فكِلاهُما له مَعْنيانِ، لكنَّ التَّوْريةَ يُرادُ مِنها مَعْنًى واحِدٌ دونَ الآخَرِ، والقَرِينةُ الَّتي تأتي فيها إنَّما تكونُ لواحِدٍ مِنَ المَعْنيَينِ، أمَّا الاسْتِخدامُ فيُريدُ المَعْنيَينِ معًا، والقَرِينةُ تدُلُّ على المَعْنيَينِ معًا [48] يُنظر: ((البديع في نقد الشعر)) لأسامة بن منقذ (ص: 82)، ((عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح)) لبهاء الدين السبكي (2/245). .

انظر أيضا: