موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: (أساسُ البَلاغةِ) للزَّمَخْشَريِّ


شهِد القَرْنُ الخامِسُ الهِجريُّ اتِّجاهًا جَديدًا في تَأليفِ المَعاجِمِ العَربيَّةِ بظُهورِ كِتابِ أساسِ البَلاغةِ للزَّمَخْشَريِّ، وقد رتَّب الكِتابَ على أشْهَرِ تَرْتيبٍ مُتداوَلًا، وأسْهَلِه مُتناوَلًا، بحيثُ يَعتَمِدُ على التَّرْتيبِ الألِفْبائيِّ للكَلِماتِ، فيَنظُرُ إلى الحُروفِ الأوائِلِ، ثمَّ الثَّواني فالثَّوالِثِ، وهكذا، وقد تَفادَى في تَرْتيبِه ما صنَعه ابنُ فارِسٍ مِن تَرْتيبِ الفُصولِ بِدايةً مِنَ الحَرْفِ بعد البابِ، فالزَّمَخْشَريُّ يُرتِّبُ الفُصولَ كلَّها تَرْتيبًا ألفبائيًّا بَدءًا مِنَ الهَمْزةِ؛ فبابُ اللَّامِ مَثلًا يَبدَأُ بفَصْلِ الهَمْزةِ، ثمَّ الباءِ، وهكذا، لا بفَصْلِ المِيمِ كما فعَل ابنُ فارِسٍ.
وقد تَميَّز هذا المُعجَمُ بمُمَيِّزاتٍ لم تكنْ في المَعاجِمِ السَّابِقةِ؛ فهو يَعرِضُ اللَّفظَ ومَعانيَه القَديمةَ والمُولَّدةَ والمُحدَثةَ في صُورةِ المَجازِ، إضافةٍ إلى أنَّه كان يُعْنى بالعِبارةِ المُركَّبةِ الَّتي لها وَزْنُها وقِيمتُها في عالَمِ البَلاغةِ والأدَبِ، بخِلافِ غيرِه مِنَ المُعجَماتِ الَّتي لا تُعْنى إلَّا باللَّفظةِ المُفرَدةِ [235] يُنظر: ((المُعجَم العَربيُّ: نشأته وتطوره)) لحسين نصار (2/550)، ((البَحْث اللُّغويُّ عند العَرب)) لأحمد مختار عمر (ص:271). .

انظر أيضا: