موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الرَّابعُ: قِيمةُ كِتابِ تَهْذيبِ اللُّغةِ


قال ابنُ مَنْظورٍ: ((ولم أجِدْ في كُتُبِ اللُّغةِ أجْمَلَ ‌مِن ‌تَهْذيبِ اللُّغةِ لأبي مَنْصُورٍ مُحمَّدِ بنِ أحْمَدَ الأزْهَريِّ)) [95] ((لِسان العَرب)) لابن منظور (1/7). .
فهذا الكِتابُ مِن أُمَّاتِ كُتُبِ المَعاجِمِ، ومِنَ المَصادِرِ الَّتي لا غِنى عنها لكلِّ لُغويٍّ، وقدِ اسْتَفاد منه أصْحابُ المَعاجِمِ الَّذين أتَوا بعد الأزْهَريِّ، وخاصَّةً ابنَ مَنْظورٍ الَّذي جعَل هذا الكِتابَ عُمْدَتَه، ومِن أخَصِّ مَصادِرِه، فكان أحدَ المَوارِدِ الخَمْسةِ الَّتي اعْتَمد عليها، فنادِرًا ما نَجِدُ نصًّا للأزْهَريِّ لم يَنقُلْه ابنُ مَنْظورٍ.
واسْتَفاد منه الصَّاغانيُّ في العُبابِ، والرَّازيُّ في مُخْتارِ الصِّحاحِ.
ومِن أخَصِّ خَصائِصِ هذا المُعجَمِ عِنايتُه بالنَّاحيةِ البُلدانيَّةِ والأماكِنِ المَشْهورةِ، والتَّعْريفُ بكَثيرٍ مِن بُلدانِ الجَزيرةِ العَربيَّةِ، وهو اتِّجاهٌ مُبكِّرٌ مِنِ اتِّجاهاتِ التَّأليفِ المُعجَميِّ.

انظر أيضا: