موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الأوَّلُ: مَراحِلُ العَمَلِ القَصَصيِّ


يَميلُ أكثَرُ الباحِثينَ إلى أنَّ العَرَبَ لم يُعرَفْ في أدَبِهم العَمَلُ القَصَصيُّ المتكامِلُ إلَّا في العَصْرِ الحَديثِ، وقد مرَّ ذلك عن طَريقِ مَراحِلَ ثَلاثٍ:
1- مَرحَلةُ التَّرجمةِ: وفيها عَكَف المُترجِمونَ على تَرجمةِ القِصَصِ الأجنبيَّةِ مِن غَيرِ تدخُّلٍ فيها.
2- مَرحَلةُ التَّعريبِ: وفيها حَرَص الأُدَباءُ على تطويعِ القِصَصِ للبِيئةِ العَرَبيَّةِ، بإعطاءِ الشَّخْصِيَّاتِ أسماءً عَربيَّةً، والتَّصَرُّفِ في بَعْضِ أحداثِها بما يلائِمُ الجَوَّ العَرَبيَّ، كما صنع حافِظ إبراهيم في روايةِ "البُؤَساء" لفِيكْتُور هوجو، وكذلك صَنيعُ المنفلوطيِّ في رواياتِه: "الفَضيلة، ماجْدُولين، الشَّاعِر، في سَبيلِ التَّاج".
3- مَرحَلةُ التَّأليفِ: وفيها بدأ ظُهورُ القِصَصِ التَّاريخيَّةِ، مِثلُ "زِنُوبيا" للبُستانيِّ، و"أبو مُسلِم الخُراساني" و "عَبد الرَّحمَنِ النَّاصِر" لجُورجي زيدان، و"عَنْتَرة" و"المَلِك الضَّليل" لمحمَّد فريد أبو الحديد. وهذا النَّوعُ مِنَ القِصَصِ يتقَيَّدُ بأحداثِ التَّاريخِ وشَخصيَّاتِه.
ثم ظَهَرت بَعْدَ ذلك الرِّواياتُ والقِصَصُ الاجتِماعيَّةُ، مِثلُ "زينب" لمحمَّد حسين هيكل وثلاثِيَّات نجيب محفوظ و "عودة الرُّوح" لتوفيق الحَكيم [167] يُنظر: ((التحرير الأدبي)) لحسين علي (ص: 288). .

انظر أيضا: