موسوعة اللغة العربية

الفرع الثَّاني: مواضِعُ كتابةِ همزةِ الوَصلِ همزةَ قَطعٍ


تُكتَبُ همزةُ الوصلِ همزةَ قَطعٍ فيما يأتي:
1- تُقطَعُ همزةُ الوصلِ في لفْظِ الجلالةِ عند النداءِ، مثل: يا أللهُ.
ملحوظة: تُدمَجُ همزةُ وصْلِ (ال) في همزة الاستفهامِ ويُكتبانِ ألِفًا ممدودةً (آ)، مثلُ: (آلطالبتانِ تُذاكِرانِ دُروسَهما؟) (آلسماءُ تُمطِرُ؟) آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل: 59] ، فالأصل: أالطالبتانِ، أالسَّماءُ، أاللهُ [17] يُنظَر: ((قواعد الإملاء)) مجمع دمشق (ص: 3). .
2- الفِعلُ الذي همزتُه همزةُ وصلٍ إذا سُمِّي به، فإنَّه تُقْطَع همزةُ الوصلِ منه؛ نحو: اضْرِبْ واقْتُلْ، فإذا سمِّي به وصار عَلَمًا على رَجُلٍ أو غيرِه، قُطِعَت همزتُه، فتقول: "جاءني إِضرِبْ، ورأيتُ إِضْرِبَ، ومررتُ بإضرِبَ"، و"جاءني أُقْتُلُ، ورأيتُ أُقْتُلَ، ومررتُ بأُقْتُلَ"، إزْرَع: عَلَمٌ على مَدينةٍ، بقَطعِ الهمزةِ؛ ليدُلَّ على أنها ليستْ كالهمزةِ التي كانت في الفِعل قبل التسميةِ، وأنها بمنزلةِ حَرفٍ من نفسِ الكَلِمة. وكذلك همزةُ "أل" الحرفية، إذا كانت علَمًا على الأداةِ الخاصَّةِ بالتعريفِ؛ فإنَّ همزتها تُقطَعُ [18] يُنظَر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/198، 199)، و(3/256)، و(3/319)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (1/873)، ((الإنصاف)) للأنباري (1/ 277). .
وقيل: الاسمُ والحرفُ أيضًا مثلُ الفعلِ في ذلك؛ فإذا سمِّيَ باسمٍ أو مصدرٍ همزتُه همزةُ وصلٍ؛ فإنها تُقطَعُ همزتُه، فإذا كان العَلَمُ منقولًا من لفظٍ (فِعلًا كان أو اسمًا أو حرفًا) مبدوءٍ بهمزةِ وصْلٍ، فإنَّ همزتَه بعد النقلِ تصيرُ همزةَ قطعٍ، مثل: إنتصار وإستقبال، عَلَمٌ على امرأةٍ. و"أل" علَم على الأداةِ الخاصَّةِ بالتعريف أو غيرِه، بشرطِ أن تُكتَبَ مُنفَرِدةً مقصودًا بها ذاتُها؛ فنقول: "أل" كَلِمةٌ ثنائية، و"أل" في اللغة أنواعٌ من حيثُ المدلولُ. ومثل: يومُ الإثنين، بكتابة همزة: "إثنين"؛ لأنَّها علَم على ذلك اليومِ [19] يُنظَر: ((حاشية الخضري على ابن عقيل)) (2/ 651)، ((حاشية الصبان على شرح الأشموني لألفية ابن مالك)) (3/215)، ((النحو الوافي)) لعباس حسن (1/ 306). .
والرأيُ بقطْعِ هَمزةِ الوصْلِ إذا كانتْ في الاسمِ المنقولِ عَلَمًا هو رأيٌ لبعضِ المتأخِّرين، لكنَّ المتقدِّمِين على خِلافِ ذلك؛ قال سِيبَوَيْهِ: (وإذا سمَّيتَ رجُلًا بـ(إضْرِبْ) أو (أقْتُلْ) أو (إذْهَبْ) لم تَصرِفْه وقطَعْتَ الألِفاتِ حتَّى يَصيرَ بمَنزلةِ الأسماءِ؛ لأنَّك قد غيَّرْتَها عن تلك الحالِ. ألَا تَرى أنَّك تَرفَعُها وتَنصِبُها وتَقطَعُ الألِفَ؛ لأنَّ الأسماءَ لا تكونُ بألِفِ الوصْلِ... وإذا جعَلْتَ (إضْرِبْ) أو (أقْتُلْ) اسمًا لم يكُنْ له بُدٌّ مِن أنْ تَجعَلَه كالأسماءِ؛ لأنَّك نقلْتَ فِعلًا إلى اسمٍ، ولو سَمَّيتَه (انطلاقًا) لم تَقطَعِ الألِفَ؛ لأنَّك نقَلْتَ اسمًا إلى اسمٍ) [20] ((الكتاب)) (3/ 198، 199). .

انظر أيضا: