موسوعة اللغة العربية

المبحث الرابع: عِلمُ الأصْواتِ التَّجْريبيُّ (المَعْمَليُّ)


وهذا الفَرعُ يَسْتعينُ به عِلْما الأصْواتِ النُّطْقيُّ والفِيزيائيُّ مِن أجْلِ رَصْدِ الأصْواتِ الكَلاميَّةِ، وتَحْديدِ مَخارِجِها واهْتِزازاتِها وخَصائِصِها، وقد اهتمَّ العُلَماءُ قَديمًا بهذا العِلمِ مُعْتمِدين على المُلاحَظةِ المُباشرةِ والتَّجرِبةِ الذَّاتيَّةِ. ولا يَقومُ عِلمُ الأصْواتِ التَّجْريبيُّ بدِراسةِ الأصْواتِ في مَرْحَلةٍ مُعيَّنةٍ كالفُروعِ الأخرى، ولكنَّه يَقومُ بدَورِ المُساعَدَةِ؛ حيثُ يُوفِّرُ مُخْتلِفَ الوَسائِلِ والأدَواتِ بهَدَفِ الوُصولِ إلى وَصْفٍ حَقيقيٍّ للأصْواتِ، ومِنَ الأجْهِزَةِ المُسْتخدَمةِ في ذلك جِهازُ رَسْمِ الأطْيافِ الَّذي يُحدِّدُ نَوعَ الصَّوتِ وشِدَّتَه ورَنينَه.
ويُشيرُ الدُّكتورُ كَمالُ بِشْرٍ إلى أهمِّيَّةِ هذا الفَرعِ بأنَّ عِلمَ الأصْواتِ الفَرعيَّ وعِلمَ الأصْواتِ الفِيزيائيَّ يَعْتمِدانِ الآنَ أشدَّ الاعْتِمادِ عليه؛ فهو (مُتمِّمٌ لهما، ولا يُمكِنُ السَّيرُ في أحدِهما -وبخاصَّةٍ عِلمُ الأصْواتِ الفِيزيائيُّ- بدونِه إذا كان لنا أنْ نَحصُلَ على نَتائِجَ صَحيحةٍ يُمكِنُ الاعْتِمادُ عليها) [381] ((علم الأصوات)) لكمال بشر (ص55). .
ويَقومُ هذا الفَرعُ مِن عِلمِ الأصْواتِ بأدْوارٍ حَيويَّةٍ مُهمَّةٍ ليس في مَجالِ الأصْواتِ وحدَها، بل في مَيادِينَ كَثيرةٍ مَرْتبِطةٍ بالإنْسانِ وحاجاتِه المُباشِرةِ، مِثلُ تَقْديمِ العَونِ للمُشتَغِلين بالصَّوتِ الإنْسانيِّ في أيِّ صُورةٍ، وللمُهتمِّين بعِلاجِ عُيوبِ النُّطْقِ والصَّمَمِ... إلخ [382] يُنظَر: ((علم الأصوات)) لكمال بشر (ص 56، 57). .

انظر أيضا: