موسوعة اللغة العربية

المبحث الثاني: عِلمُ الأصْواتِ السَّمْعيُّ


يَبحَثُ عِلمُ الأصْواتِ السَّمْعيُّ في العَمليَّةِ السَّمْعيَّةِ وماهيَّةِ إدْراكِ الأصْواتِ [377] يُنظَر: ((دروس في النظام الصوتي للُّغة العربية)) لعبد الرحمن الفوزان (ص2). .
وهو أحْدَثُ فُروعِ عِلمِ الأصْواتِ؛ فهو يَختصُّ بدِراسةٍ مِيكانيكيَّةٍ للجِهازِ السَّمْعيِّ، وكَيفيَّةِ اسْتِقبالِ الأصْواتِ، وتَظهَرُ أهمِّيَّتُه في أنَّ الصَّوتَ الَّذي تُنتِجُه أعْضاءُ النُّطْقِ لا تَظهَرُ قِيمتُه إلَّا بعد أنْ تَسْتقبِلَه أذُنٌ، ووَظيفَةُ اللُّغةِ لا تَتِمُّ إلَّا إذا وقَع الكَلامُ بَينَ شَخْصَينِ، وهذا يدُلُّ على أنَّ عَمليَّةَ السَّماعِ جُزءٌ أساسيٌّ في اللُّغةِ ووَظيفتِها.
وهو ذو جانِبَين: الأوَّلُ: جانِبٌ عُضويٌّ (أو فِسْيولوجيٌّ)، ووَظيفتُه دِراسةُ الذَّبْذَباتِ الصَّوتيَّةِ. والثَّاني: جانِبٌ نَفْسيٌّ (عَقْليٌّ)، ويَهتمُّ بدِراسةِ كَيفيَّةِ انْتِقالِ تأثيرِ الأصْواتِ مِنَ الأذُنِ الدَّاخِليَّةِ إلى عَقْلِ الإنْسانِ [378] يُنظَر: ((علم الأصوات)) لكمال بشر (ص42)، ((المدخل إلى علم الأصوات)) لغانم قدوري (ص23). .
وبعضُ اللُّغويِّين يُسقِطُ هذا الفَرعَ مِنَ الدِّراساتِ اللُّغويَّةِ نَظرًا للصُّعوباتِ الَّتي يُواجِهُها اللُّغويُّ العامُّ، أهمُّها أنَّ عَمليَّةَ السَّماعِ لا يُمكِنُ التَّحكُّمُ فيها، على عكْسِ النُّطْقِ؛ فإنَّ الإنْسانَ يَسْتطيعُ أنْ يَتَحكَّمَ فيه متى شاء، كما أنَّ ما يَجْري في الجِهازِ السَّمْعيِّ أشياءُ بَعيدةُ المَنالِ بالنِّسبةِ للعَينِ المُجرَّدةِ. ويَرى فوندريس أنَّ السَّببَ في إسْقاطِ هذا الفَرعِ مِن عِلمِ اللُّغةِ أنَّ الصُّوَرَ السَّمْعيَّةَ الدَّاخِليَّةَ الَّتي يَسْتقبِلُها السَّامِعُ ليس لها أيُّ قِيمةٍ إلَّا على أساسِ أنَّ هذا السَّامِعَ لديه القُدرةُ على تَحْويلِها إلى صُوَرٍ نُطْقيَّةٍ فِعليَّةٍ، ومِن ثَمَّ يُمكِنُ أن يكونَ مُتكلِّمًا هو الآخَرُ [379] يُنظَر: ((علم الأصوات)) لكمال بشر (ص45). .

انظر أيضا: