موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّالثُ: وقتُ ظُهورِ الكِتابةِ عِندَ العَرَبِ


لا نَستَطيعُ تَحديدًا مَعرِفةَ بدايةِ الكِتابةِ وانتِشارِها عِندَ العَرَبِ؛ إذ لا تَسعِفُنا الأدِلَّةُ على الوُقوفِ على ذلك بدِقَّةٍ، بَيْدَ أنَّنا نَعرِفُ تَمامَ المَعرِفةِ أنَّ العَرَبَ في العُصورِ السَّابِقةِ للإسلامِ كانوا يَكتُبونَ، والدَّليلُ عليه ما ورَدَ من أشعارِهم بما يُشيرُ إلى الكِتابةِ والقَلَمِ والدَّواةِ والنَّقْشِ ونَحوِ ذلك؛ فقد ورَدَ في شِعرِ حاتِمٍ الطَّائيِّ قَولُه من الطويل [360] في ديوانه (ص: 220). :
أتَعْرِفُ أطلالًا ونُؤْيًا مُهَدَّمًا
كخَطِّكَ في رَقٍّ كِتابًا مُنَمْنَمَا
وقَولِ عبيدِ بنِ الأبرَصِ من الخفيف [361] في ديوانه بشرح: أشرف أحمد عدرة (ص: 35-36). :
لِمَنِ الدَّارُ أَقفَرَت بِالجَنابِ
غَيرَ نُؤيٍ وَدِمنَةٍ كَالكِتابِ
غَيَّرَتْها الصَّبا وَنَفحُ جَنوبٍ
وَشَمالٍ تَذرو دُقاقَ التُرابِ
وقَولِه كذلك من الطويل [362] في ديوانه بشرح: أشرف أحمد عدرة (ص: 57). :
لِمَن دِمنَةٌ أَقوَت بِحَرَّةِ ضَرغَدِ
تَلوحُ كَعُنوانِ الكِتابِ المُجَدَّدِ
وقَولِ عَنترةَ من الوافر [363] في ديوانه (ص: 268). :
أَلا يَا دارَ عَبْلةَ بالطَّوِيِّ
كرَجْعِ الوَشْمِ فِي كَفِّ الهَدِيِّ
كوحْي صحائفٍ منْ عَهْدِ كِسْرَى
فأَهْداهَا لأَعْجَمَ طمطميِّ
وقَولِ لَبيدِ بنِ رَبيعةَ العامِريِّ من الكامل [364] في ديوانه (ص: 108). :
وَجَلَا السُّيولُ عَنِ الطُّلُولِ كَأَنَّها
زُبُرٌ تُجدُّ مُتُونَها أَقْلامُهَا
وقَولِ المرقش الأكبر [365] ((المفضليات)) للمفضل الضبي (ص: 237). :
الدَّارُ قَفْرٌ والرُّسُومُ كَمَا
رَقَّشَ في ظَهْرِ الأدِيمِ قَلَمْ
وقال عَدِيُّ بنُ زيدٍ من السريع [366] في ديوانه (ص: 157). :
تَعرِفُ أمسِ من لميسَ الطلَّلْ
مِثلَ الكتابِ الدَّارسِ الأحوَلْ
وقال أبو ذؤيب من المتقارب [367] في ((ديوان الهذليين)) (1/ 64). :
عَرَفْتُ الدِّيارَ كَرَقْمِ الدَوا
ةِ يَذْبُرُها الكاتِبُ الحِمْيَرِيُّ
يَتَبَيَّنُ من هذا بوُضوحٍ أنَّ العَرَبَ قَبلَ الإسلامِ كانوا يَعرِفونَ القِراءةَ والكِتابةَ، بدَلالةِ استِخدامِ رُموزِها وألفاظِها منَ الدَّواةِ والمِحْبَرةِ والكِتابِ والقَلَمِ والصَّحائِفِ ونَحوِ ذلك، كما يَتَّضِحُ ذلك مع مَشارِفِ ظُهورِ الإسلامِ مِمَّا كان عِندَ أهل الكِتابِ منَ الكُتُبِ السَّماويَّةِ التي يَقرَؤونَها ويَكتُبونَها، كورَقةَ بنِ نوفَلٍ في مَكَّةَ، وعَبدِ اللهِ بنِ سَلامٍ في المَدينةِ.
لَكِنَّنا لا نَستَطيعُ أن نَلتَمِسَ الأدِلَّةَ على بدايةِ ظُهورِ الكِتابةِ عِندَ العَرَبِ، كما لا تُفصِحُ الإشاراتُ التي تَدُلُّ على استِعمالهمُ الكِتابةَ عنِ الأُصولِ الأُولى للخَطِّ العَرَبيِّ، وإنَّ أقَرَّ العُلَماءُ أنَّ القَلَمَ المُسْنَدَ هو قَلَمُ العَرَبِ الأوَّلُ.
أمَّا مادَّةُ الكِتابةِ عِندَ العَرَبِ فقدْ كانتِ المَعادِنَ والأحجارَ والصُّخورَ والخَشَبَ.
إنَّ الخَطَّ الثَّموديَّ، والخَطَّ اللِّحْيانيَّ، والخَطَّ الصَّفَويَّ قد اشتُقَّت جميعًا من الخطِّ المُسنَدَ؛ وذلك بدليلِ ما وُجِد في الكِتاباتِ الثَّموديَّةِ، والصَّفَويَّةِ، واللِّحْيانيَّةِ، في الأماكِنِ التي كان يحكُمُها المَعِينيُّون والسَّبَئيُّون.
وعِندَ البَحثِ في أصلِ الخَطِّ المُسنَدِ نَجِدُ أنَّه نال جَدَلًا واسِعًا وصُعوبةً بالغةً مِثلَ ما ناله البحثُ والتَّحَرِّي عن الكتابةِ وتاريخِها وأصلِها عُمومًا، وإلى الآنَ لم يَزَلِ الجِدالُ قائِمًا بَينَ العُلَماءِ الباحِثينَ في العَرَبيَّاتِ الجنوبيَّةِ في البَحثِ والتَّحَرِّي عن أصلِ الخَطِّ المُسنَدِ؛ فمنهم من يُرجِعُ أصلَ المسنَدِ إلى الخَطِّ الكَنْعانيِّ؛ للتَّشابُهِ الكبيرِ بَينَ الحُروفِ، ومنهم من يُرجِعُه إلى كتاباتِ سَيناءَ؛ فلقد وُجِد بَينَ حُروفِ المُسنَدِ وبَينَ بَعضِ حُروفِ هذه الكِتاباتِ شَبهٌ كبيرٌ جعَلَهم يَذهَبون إلى أنَّ المُسنَدَ مُشتَقٌّ من خُطوطِ سَيناءَ، ومنهم من يُرجِعُه إلى الخَطِّ الفِينيقيِّ [368] يُنظر: ((المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام)) لجواد علي (15/ 229، 230)، ((فقه اللغة)) لعبد المحسن المبارك (ص: 138- 139). .
إنَّ ما يُقِرُّه الواقِعُ أنَّ الخَطَّ النَّبَطيَّ جاءَ في أعقابِ الخَطِّ المُسنَدِ؛ حيث انصَرَفَ العَربُ عنه ومالوا إلى القَلَمِ النَّبَطيِّ الذي كان أسهلَ في الكِتابةِ منَ المُسْنَدِ، ونَحنُ نَعلَمُ أنَّ اليَهوديَّةَ والنَّصرانيَّةَ كانتا مُنتَشِرَتَينِ في الجَزيرةِ العَربيَّةِ، وقد عُدَّتا من جُملةِ العَوامِل التي ساعَدَت على انتِشارِ هذا الخَطِّ بيْنَ العَرَبِ [369] يُنظر: ((المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام)) لجواد علي (1/ 121). .
أمَّا أصلُ الخَطِّ العَرَبيِّ ومَعرِفةُ أصلِه ومَنشِئِه وتَطَوُّرِه، فقد ورَدَت في ذلك عِدَّةُ أقوالٍ مُتَضارِبةٍ؛ منها:
1- أوَّلُ من كَتَب الخَطَّ العَرَبيَّ وغَيرَه آدَمُ عليه السَّلامُ قَبلَ موتِه بثَلاثِمِائةِ سنةٍ، فلمَّا كان الطُّوفانِ أصابَ كُلُّ قَومٍ كِتابَهم، وخَصَّ اللهُ إسماعيلَ عليه السَّلامُ بالكِتابِ العَرَبيِّ فتَعَلَّمَه وعَلَّمَه بَنِيه.
2- أوَّلُ من وضعَ الكِتابَ العَرَبيَّ إسماعيلُ عليه السَّلامُ، وضَعَه على لَفظِه ومَنطِقِه مَوصولًا حتى فرَّقَ بينَه ولَداه هميسع وقيذَر.
3- أوَّلُ من وضعَ الكِتابَ نَفيس ونَضر وتيماء ودومة، وهؤُلاءِ من ولَدِ إسماعيلَ، وضَعوه مُنفَصِلًا، وفَرَّقُه قادورُ بنُ هميسعَ بن قادور.
4- أوَّلُ من كَتَب العَرَبيَّةَ حِمْيرُ بنُ سَبَأ، وكانوا يَكتُبونَ قَبلَ ذلك بالمُسْنَدِ.
5- أوَّلُ من كَتَب العَرَبيَّةَ رَجُلٌ من بنِي النَّضْرِ بن كِنانةَ، فكَتبَتْه العَربُ حينَئِذٍ.
6- كان مَنشَأُ الخَطِّ العَرَبيِّ في اليَمَنِ، ومنها انتَقَلَ إلى العِراقِ حيث تَعَلَّمَه أهلُ الحِيرةِ، ومنها انتَقَلَ إلى الأنبارِ، ومنها إلى الحِجازِ، وهو الخَطُّ المُسْنَدُ الذي أخَذَته قُرَيشٌ وأهلُ الطَّائِفِ عنِ الحِيرةِ.
7- أنَّ الخَطَّ الذي دُوِّنَ به القُرآنُ الكَريمُ هو القَلَمُ المَعروفُ بـ(الجَزمِ)، وضَعَه مرامرُ بن مرَّةَ، وأسلَمُ بن سِدرةَ، وعامِرُ بن جدرةَ، وهم من طَيِّئٍ من "بولان"، سكَنوا الأنبارَ، وتَعَلَّمَه أهلُ الأنبارِ منهم، ثُمَّ انتَقَلَ إلى أهل الحَيرةِ، وكان بِشْرُ بن عَبدِ المَلكِ أخو أُكَيدِرِ بن عَبدِ المَلكِ الكِنديِّ ثُمَّ السُّكونيِّ صاحِبُ دَومةِ الجَنْدَلِ يَأتي الحِيرةَ فيقيمُ فيها، فتَعلَّمَ بِشْرٌ الخَطَّ العَرَبيَّ من أهلِ الحِيرةِ، ثُمَّ أتى إلى مَكَّةَ في بَعضِ شَأنِه، فرَآه سُفيانُ بنُ أمَيَّةَ بن عَبدِ شَمسٍ وأبو قَيسِ بنُ عَبدِ مَنافِ بن زُهرةَ بن كِلابٍ، يَكتُبُ، فسَألاه أن يَعَلِّمَهما الخَطَّ، فعَلَّمَهما الهِجاءَ، ثُمَّ أراهما الخَطَّ فكتَبَا، وسُمِّيَ بالجَزمِ لأنَّه جُزِمَ -أي: اقتُطِعَ- منَ الخَطِّ المُسْنَدِ.
8- أنَّ أهلَ مَكَّةَ إنَّما تَعَلَّموا الخَطَّ العَربيَّ من قَبيلةِ إيادٍ بالعِراقِ، فإنَّهم كانوا يَكتُبونَ، ورُويَ في ذلك شِعرٌ مَنسوبٌ إلى أُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلتِ، منه [370] يُنظر: ((الأضداد)) لابن الأنباري (ص: 124)، ((لسان العرب)) لابن منظور (7/382). :
قَوْمي إيادٌ لَوْ أَنَّهُمْ أَمَمُ
ولَوْ أَقاموا فَتُهْزَلُ النَّعَمُ
قَومٌ لهُمْ ساحَةُ العِراقِ إِذا
ساروا جَميعًا والقطُّ والقَلَمُ
9- أوَّلُ من وضعَ الخَطَّ العَرَبيَّ: أبجد، هوز، حطِّي، كلمن، سعفص، قرشت، وهم في رَأيِ الأخباريِّينَ قَومٌ منَ الجيلةِ الأخيرةِ، وقيلَ: إنَّهم بنو المُحصنِ بنِ جَندَلِ بن يَصعبَ بن مَدْيَنَ، نَزَلوا في عَدْنانَ بنِ أُدَد، فكان "أبجد" مَلِكَ مكَّةَ وما يَليها منَ الحِجازِ، و"كلمن" و"سعفص" و"قرشت" مُلوكًا بمَدْيَنَ، وقيلَ: ببَلادِ مُضَرَ، فوضَعوا الكِتابَ على أسمائِهم، ثُمَّ وجَدوا بَعدَ ذلك حُروفًا ليست من أسمائِهم، وهيَ: التَّاءُ، والخاءُ، والدَّالُ، والظَّاءُ، والسِّينُ والغَينُ، فسَمَّوها الرَّوادِفَ، أي: إنَّ الحِجازيِّينَ هم مَنِ اختَرَعوا الكِتابةَ.
10- كانتِ الكِتابةُ قَليلةً في الأَوسِ والخَزرَجِ قَبلَ الإسلامِ، وقد دَخَلَت بينَهم منَ اليَهودِ، وكان يَهوديٌّ مَن يَهودِ مكَّةَ قد عَلِمَها، فكان يُعَلِّمُها الصِّبيانُ، فجاءَ الإسلامُ، وفيهم بِضعةَ عَشرَ يَكتُبونَ؛ منهم: سعدُ بن زُرارةَ، والمُنذِرُ بن عَمرو، وأُبيُّ بنُ كَعبٍ، وزيدُ بنُ ثابِتٍ، ورافِعُ بنُ مالكٍ... وغَيرُهم، وكان زيدٌ يَكتُبُ الكِتابةَ بالعَرَبيَّةِ، وبالعبرانيَّةِ، أوِ السُّرْيانيَّةِ، وكان يَقرَأُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كُتُبَ يَهودَ ويُجيبُهم عنه [371] يُنظر: ((المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام)) لجواد علي (15/160). .
ومُجمَلُ هذه الآراءِ أنَّ أصلَ الخَطِّ منَ العِراقِ -منَ الحِيرةِ أوِ الأنبارِ- ابتَكَرَه رَجالٌ منَ العَرَبِ، أو وصفوه قياسًا على أبجَديَّةِ السُّرْيانِ، ومن ثَمَّ انتَقَلَ إلى الحِجازِ في عَهدٍ لم يَكُن بَعيدًا عنِ الإسلامِ، غَيرَ أنَّ الدكتورَ جواد علي يَخلُصُ إلى أنَّ اشتِقاقَ الخَطِّ الحِيريِّ أو خَطِّ أهلِ الأنبارِ منَ القَلَمِ المُسْنَدِ قَضيَّةٌ لا يُمكِنُ الأخذُ بها؛ فبينَ الخَطَّينِ تَفاوُتٌ كبيرٌ في الشَّكلُ، وهو تَفاوُتٌ يَنفي وُجودَ صِلةٍ بينَهما، ويُثبِتُ على العَكسِ أنَّ ذلك الخَطَّ منَ الخُطوطِ التي اشتُقَّتَ من أقلامِ الشَّمالِ، أي: منَ الأقلامِ التي كانت شائِعةً في العِراقِ وفي بلادِ الشَّامِ [372] يُنظر: ((المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام)) لجواد علي (15/157، 171). .
إنَّ الكِتاباتِ القَديمةَ التي وصَلَت إلينا في بلادِ الشَّامِ توضِّحُ أنَّها كانت مَأخوذةً من قَلَمِ بَني إرَمَ، وهيَ مُتَأثِّرةٌ بالثَّقافةِ النَّبطيَّةِ، وأقدَمُ نَصٍّ يَعودُ إلى 250 للميلادِ في مَوضِعٍ يُدعى أمَّ الجمالِ، ونَقشٌ آخَرُ هو نَقشُ النمارةِ، ويَرجِعُ تاريخُه إلى 328 للميلادِ، ونَقشُ زبدٍ ويَعودُ تاريخُه إلى 512 للميلادِ، ثُمَّ كِتابةُ حَرَّانَ، وتاريخُها 568 للميلادِ.
وعَن طَريقِ المُقارَنةِ بَينَ هذه الخُطوطِ ودِراسَتِها أمكَنَ التَّوصُّلُ إلى مَعرِفةِ تَطَوُّرِ الخَطِّ العَرَبيِّ، واشتِقاقِه منَ الخَطِّ النَّبَطيِّ؛ فإنَّ كِتابةَ أمِّ الجمالِ مَكتوبةٌ بالخَطِّ النَّبَطيِّ، كذَلِك نَقشُ النمارةِ؛ فإنَّه مَكتوبٌ باللَّهجةِ العَربيَّةِ الشَّماليَّةِ القَريبةِ من لهجةِ القُرآنِ، غَيرَ أنَّها مَكتوبةٌ بالخَطِّ النَّبَطيِّ المُتَأخِّرِ، بأُسلوبٍ مُتَأثِّرٍ بالإرميَّةِ، في حينِ أنَّ نَقْشَ حَرَّانَ هو الوحيدُ الذي كُتِبَ بغَيرِ النَّبَطيَّةِ؛ فإنَّه كُتِبَ باللُّغةِ العَربيَّةِ الشَّماليَّةِ التي نَزَلَ بها القُرآنُ، وهيَ لُغةُ القَرنِ الأوَّلِ الهِجريِّ، باستِثناءِ بَعضِ الأثَرِ السَّهلِ للنَّبطيَّةِ.
وقَدِ استَخلَصَ الباحِثونَ مَدى تَقارُبِ الأبجَديَّاتِ في الكِتاباتِ السَّاميَّةِ المُختَلفةِ، وأنَّها تَعودُ إلى أبجَديَّةٍ واحِدةٍ اعتَمَدَتها جَميعُ الشُّعوبِ السَّاميَّةِ، غَيرَ أنَّ تَقادُمَ العَهدِ وابتِعادَ تلك الشُّعوبِ بَعضِها عن بَعضٍ في الفَتَراتِ التَّاريخيَّةِ أدَّى إلى ذلك الاختِلافِ في الأبجَديَّاتِ.
وعلى الرَّغمِ من تَناقُضِ الآراءِ في الرَّبطِ بَينَ الخَطِّ العَرَبيِّ والخَطِّ السُّرْيانيِّ أوِ الخَطِّ العَرَبيِّ والمُسْنَدِ، فإنَّنا نَرى أنَّ شَكلَ الخَطِّ العَرَبيِّ وتَركيبَ الكَلمةِ العَربيَّةِ تَختَلفُ اختِلافًا كبيرًا عنِ الحَرفِ المُسْنَدِ الحِمْيريِّ أو فُروعِه التي عُرِفَت عِندَ الثَّموديِّينَ والصَّفويِّينَ واللِّحيانيِّينَ [373] يُنظر: ((المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام)) لجواد علي (15/215). .

انظر أيضا: