موسوعة اللغة العربية

المَسألةُ الثَّانيةُ: الأسماءُ التي تُبنى في بعض الأحوالِ


هناك ظروفٌ تُبنى في بعضِ الأحوالِ، وتُعرَبُ في البَعضِ الآخَرِ، وهي: (قَبْلُ، وبعْدُ، ودُونَ، وأَوَّلُ، والجِهاتُ الستُّ: أمامَ، خَلْفَ، يمين، شِمال، فوق، تحت).
فتُبْنى إذا قُطعَت عن الإضافة لفظًا لا تقديرًا (بحيثُ لا يُنسى المُضافُ إليه)، نَحوُ قَولِه تعالى: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ [الروم: 4] ، ومِثلُ: جلْست أمامُ، ورجعتُ إلى وراءُ.
وتُعرَبُ إذا صُرِّح بالمُضافِ إليه، مِثلُ: جئتُ قبْلَ الموعدِ، وجلْستُ أمامَ الأستاذِ.
وتُعرَب إذا لم تُضَفْ لفظًا أو تَقديرًا (بحيثُ يُنسى المُضافُ إليه؛ لأنَّه لا يتعلقُ به غَرضٌ مخصوصٌ)، مِثلُ: جئتُ قَبلًا، وفعَلْتُ ذلك من بعدٍ.
ومنه قَولُ الشَّاعِر:
فَساغَ لِيَ الشَّرابُ وكُنتُ قَبْلًا
أَكادُ أَغَصُّ بالماءِ الفُراتِ
ويلْحَق بهذه الظُّروفِ (حَسْبُ) إذا قُطِعَ عن الإضافةِ، مِثلُ: هذا حَسْبُ، أي: حَسْبي، بمعنى يكفيني. وهو مَبْنيٌّ على الضَّمِّ.
ويلحقُ بها أَيضًا (غَير) بعدَ النَّفي، نَحوُ: فعلتُ هذا لا غَيرُ، أو: ليسَ غيرُ. وهو مَبْنيٌّ على الضَّمِّ أيضًا يُنظَر: ((شرح ابن عقيل)) (3/ 71)، ((جامع الدروس العربية)) (2/ 209، 210). .



انظر أيضا: