موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: السَّجْعُ


وهُو: "تَواطؤُ الفاصِلتَينِ مِنَ النَّثرِ على حرفٍ واحِدٍ"، ولهذا قال السَّكاكيُّ: "السَّجعُ في النَّثْرِ كالقافِيةِ في الشَّعرِ".
كقَولِه تعالى: وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ [الطور: 1 - 4]؛ فإنَّ كلَّ آيةٍ انْتَهت فاصِلُتها بالرَّاءِ الَّتي تُسكَّنُ عندَ الوقْفِ، المَسْبوقةِ بالواوِ المَمْدودةِ.
وقولِه تعالى: الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ [الرحمن: 1 - 4]؛ فالسُّورةُ كلُّها تَنْتهي آيُها بالنُّونِ الَّتي يَسبِقُها المدُّ بالألِفِ.
وبِناءُ السَّجْعِ إنَّما يكونُ على سُكونِ فَواصِلِه والوَقْفِ عليها، فلو وصَلنا الكَلامَ لوجَب اعْتِبارُ الإعْرابِ، ولَوجدْتَ الفَواصِلَ مُخْتلفةَ الحَرَكاتِ، ولَضاعَ السَّجْعُ الَّذي كان حاصِلًا عندَ الوَقْفِ عليها.

انظر أيضا: