موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ الرَّابعُ: المضارعُ إذا اتَّصَلت به اتِّصالًا مُباشِرًا نونُ التوكيدِ أو نونُ الإناثِ


الأصلُ في المضارعِ أنَّه مُعرَبٌ، وسيأتي بيانُ ذلك، ويُبنى في حالتينِ:
1- إذا أُسنِدَ إلى نونِ الإناثِ (النِّسوةِ) فيُبنى على السُّكونِ، نَحوُ قَولِه تعالى: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ [البقرة: 233] ؛ فكَلِمةُ: (يُرضِعْنَ) فِعلٌ مُضارعٌ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِه بنونِ الإناثِ (النِّسوة)، والنُّونُ ضميرٌ مَبْنيٌّ على الفَتحِ في مَحَلِّ رَفعٍ فاعِلٌ.

2- إذا اتَّصلت به نونُ التوكيدِ المباشِرةُ (المخفَّفةُ أو المشَدَّدةُ)، فيُبنى على الفَتحِ، نَحوُ: واللهِ لأجتَهِدَنَّ في دُروسي؛ فكَلِمةُ: (لأجتَهِدَنَّ) اللامُ لامُ القَسَمِ، وأجتَهِدُ: فِعلٌ مُضارعٌ مَبْنيٌّ على الفَتحِ لاتِّصالِه بنونِ التوكيدِ الثَّقيلةِ، ونونُ التوكيدِ حرفٌ مَبْنيٌّ على الفَتحِ لا محلَّ له مِنَ الإعرابِ.
ومنه: إمَّا أذهبَنْ إلى العَمَلِ وإمَّا أنامُ. فكَلِمةُ (أذهبَنْ) أذهبَ: فِعلٌ مضارعٌ مَبْنيٌّ على الفَتحِ لاتِّصالِه بنونِ التوكيدِ الخفيفةِ، والنُّونُ حَرفٌ مَبْنيٌّ على السُّكونِ لا محَلَّ له مِنَ الإعرابِ.
أمَّا إذا لم تباشِرِ النُّونُ الفِعْلَ، بل فَصَل بينها وبينه فاصِلٌ؛ كواوِ الجماعةِ، أو ياءِ المخاطبةِ، أو ألِف الاثنينِ، فإنَّه لا يُبْنى بل يُعرَبُ، نَحوُ قَولِه تعالى: لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ [آل عمران: 81] ، فـ«تؤمنُنَّ» فعلٌ مضارع مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه النُّونُ المحذوفةُ لتوالي الأمثالِ، والأصلُ: (لَتُؤمِنُونَنَّ)، وبعد الحَذفِ التقى ساكنانِ (الواوُ والنُّونُ الأُولى من نونِ التوكيدِ المشَدَّدة)، فحُذِفَت الواوُ وبقيت الضَّمَّةُ دليلًا عليها.
ومثالُ الفَصلِ بألِفِ الاثنينِ: لَتَضْرِبانِّ سَعيدًا أو لأضْرِبَنَّه؛ فإن الفِعل (لتَضْرِبَانِّ) أصلُه: لتَضْرِبانِنَّ، فِعلٌ مضارع مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه النُّونُ المحذوفةُ لتوالي الأمثالِ، وبَقِيَت الألِفُ ولم تُحذَفْ لخَوفِ اللبْسِ بالفِعْل المُفْرَدِ: (لَتَضْرِبَنَّ).
ومِثالُ الفَصلِ بياء المخاطَبة: إما تُذاكِرِنَّ دُروسَك أو تَرْسُبِنَّ؛ فالفِعْل: (تُذَاكِرِنَّ) أصلُه: تُذاكِرِينَنَّ، مرفوعٌ بالنُّونِ المحذوفةِ لتوالي الأمثالِ، ثم حُذِفَت الياءُ لالتقاءِ السَّاكنينِ وبقِيَت الكسرةُ دليلًا عليها.


انظر أيضا: