موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ السَّادسُ: الجمْعُ معَ التَّفريقِ والتَّقْسيمِ


وهُو: "أنْ يَجمَعَ بَيْنَ أمرَينِ أو أمورٍ مُختلِفةٍ، ثمَّ يُفرِّقَ بينَهما، ثمَّ يُضافَ إلى كلٍّ ما يُناسِبُه".
فمنه قولُه تعالى: يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود: 105 - 108] .
فالجمْعُ في كَلمةِ "نفْسٍ" حيثُ وقَعتْ نَكِرةً في سِياقِ نفْيٍ لتُفيدَ العُمومَ، والتَّفريقُ بقولِه: شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ، والتَّقْسيمُ بذكْرِ ما يُناسِبُ أحْوالَ الفَريقَين؛ فالأشْقياءُ في النَّارِ، والسُّعداءُ في الجنَّةِ.
ومنه قولُ الشَّاعِرِ: الطويل
لمُختلِفي الحَاجاتِ جمْعٌ ببابِه
فهذا لهُ فنٌّ وهذا لهُ فنُّ
فلِلخامِلِ العُليا، وللمُعْدِمِ الغِنى
وللمُذنِبِ العُتبَى، وللخائِفِ الأمْنُ
فجمَع الشَّاعرُ بقولِه: "لمُختلِفي الحاجاتِ جمْعٌ ببابِه"، ثمَّ فرَّق فقال: هذا له فنٌّ، وهذا له فنٌّ، ثمَّ قسَّم فذكَر لكلِّ واحِدٍ مِنَ المُجتمِعينَ مآلَه ومَقْصَدَه [413] ينظر: ((أنوار الربيع في أنواع البديع)) لابن معصوم (5/176)، ((علوم البلاغة)) للمراغي (ص: 334). .

انظر أيضا: