موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الأوَّلُ: تَعْريفُ التَّشْبيهِ


هو: إلْحاقُ أمرٍ بأمرٍ في مَعْنًى مَشْترَكٍ بأداةٍ ظاهرةٍ أو مُقَدَّرَةٍ  لغَرَضٍ.
فالأمرُ المُلْحَقُ يُسمَّى: المشبَّهَ، والأمرُ المُلْحَقُ به يُسمَّى: المُشبَّهَ به، والمَعْنى المُشْترَكُ يُسمَّى: وجْهَ الشَّبهِ، وأداةُ التَّشْبيهِ: الكافُ، وكأنَّ، ومِثلُ، ونَحْوُ ذلك.
وقال ابنُ رَشيقٍ: (التَّشْبيهُ: صِفةُ الشَّيءِ بما قارَبَه وشاكَلَه مِن جِهةٍ واحِدةٍ أو جِهاتٍ كَثيرةٍ لا مِن جَميعِ جِهاتِه؛ لأنَّه لو ناسَبَه مُناسَبةً كُلِّيَّةً لكان إيَّاه، ألَا تَرى أنَّ قولَهم: "خدٌّ كالوَرْدِ" إنَّما أرادوا حُمْرةَ أوْراقِ الوَرْدِ وطَراوتَها، لا ما سِوى ذلك مِن صُفْرةِ وسَطِه وخُضْرةِ كَمائِمِه) [283] ((العمدة في محاسن الشعر وآدابه)) لابن رشيق (1/ 286). .
وقال أبو هِلالٍ العَسْكريُّ: (التَّشْبيهُ: الوصْفُ بأنَّ أحدَ المَوْصوفِينَ يَنوبُ مَنابَ الآخَرِ بأداةِ التَّشْبيهِ، ناب مَنابَه أو لم يَنُبْ، وقد جاء في الشِّعرِ وسائِرِ الكَلامِ بغيرِ أداةِ التَّشْبيهِ. وذلك قولُك: زيدٌ شديدٌ كالأسَدِ؛ فهذا القَولُ الصَّوابُ في العُرْفِ، وداخِلٌ في مَحْمودِ المُبالَغةِ، وإنْ لم يكنْ زيدٌ في شدَّتِه كالأسَدِ على الحَقيقةِ) [284] ((الصناعتين: الكتابة والشعر)) لأبي هلال العسكري (ص: 239). .
وللتَّشْبيهِ تَعْريفاتٌ أخرى كَثيرةٌ لا تَخرُجُ في جَوهرِها ومَضْمونِها عمَّا أوْردناه منْها آنِفًا، ومِن مَجْموعِ هذه التَّعْريفاتِ نَسْتطيعُ أنْ نَخرُجَ للتَّشْبيهِ بالتَّعْريفِ التَّالي:
(التَّشْبيهُ: بَيانُ أنَّ شيئًا أو أشْياءَ شارَكت غيرَها في صِفةٍ أو أكْثرَ، بأداةٍ هي الكافُ أو نحْوُها مَلْفوظةً أو مُقدَّرةً، تُقرِّبُ بَيْنَ المُشبَّهِ والمُشبَّهِ به في وجْهِ الشَّبهِ) [285] ((علم البيان)) لعبد العزيز عتيق (ص: 62). .

انظر أيضا: