موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ السَّابعُ: بَلاغةُ المُتكلِّمِ


هي مَلَكةٌ يَقتدِرُ بِها المُتكلِّمُ على تأليفِ كَلامٍ بَليغٍ، فكما يُوصَفُ الكَلامُ بالبَلاغةِ، يُوصَفُ صاحبُه كذلك بأنَّه بلِيغٌ؛ إذ مَنْ قام به وَصْفٌ اشتُقَّ له مِنه اسمٌ.
ولا يكونُ بلِيغًا إلَّا إذا كان قادِرًا على الإتْيانِ بالكَلامِ البَلِيغِ في المَعاني كافَّةً؛ فلَوْ كان يَستطيعُ الإتْيانَ بِالكَلامِ البَلِيغِ في المَدْحِ دُون الذَّمِّ والهِجاءِ والشُّكْرِ والنَّسيبِ ونحْوِ ذلك، أو كان قادِرًا على بعضِها دُونَ بعضٍ، لم يكنْ بَلِيغًا حتَّى يستقيمَ بَيانُه في سائرِ فُنونِ الكَلامِ [38] ينظر: ((حاشية الدسوقي على مختصر المعاني)) (1/ 262). .
قال الجَاحِظُ: (يَنْبغي للكاتبِ أنْ يكونَ رَقيقَ حَواشي الكَلامِ، عَذْبَ يَنابِيعِ اللِّسانِ؛ إذا حاوَر سَدَّد سهمَ الصَّوابِ إلى غَرَضِ المَعْنى، لا يُكلِّمُ الخاصَّةَ بِكَلامِ العامَّةِ، وَلا العامَّةَ بِكَلامِ الخاصَّةِ) [39] ((زهر الآداب وثمر الألباب)) للقيرواني (1/ 159). .

انظر أيضا: