موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّامِنَ عَشَرَ: (سوف)


حرفُ تسويفٍ واستقبالٍ، مَبْنِيٌّ على الفَتْحِ، لا يدخُلُ إلَّا على الفِعلِ المضارعِ المثبَتِ، فيُخَلِّصُه للاستقبالِ، أي: يَرُدُّ الفِعْلَ من الزَّمانِ الضَّيِّقِ -وَهُوَ الحال- إلَى الزَّمانِ الواسِع -وَهُوَ الِاسْتِقْبال-، وهو أبلَغُ من السينِ في التنفيسِ، وَهُوَ يَقْتَضِي معنى المماطلةِ والتَّأْخِير، وَلا يُفصَلُ بَينه وَبَين الفِعْلِ؛ لِأَنَّهُ بِمَنْزِلة السِّين فِي (سأفعَلُ).
وَأكْثرُ ما يُسْتَعْمل فِي الوَعيدِ؛ نَحْوُ قَولِ الله تعالَى: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ [التكاثر: 3، 4]، وَقد يسْتَعْمل فِي الوَعْد؛ نَحْوُ قَولِه تعالَى: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى [الضحى: 5].
كما أنها تختَلِفُ عن السينِ في أنها تختَصُّ بقَبولِ لامِ التوكيدِ ولامِ الابتداءِ، كما في قَولِه: فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ [الشعراء: 49] [196] يُنظر: ((رصف المباني)) للمالقي (ص: 461)، ((الجنى الداني في حروف المعاني)) للمرادي (ص: 458)، ((مغني اللبيب)) لابن هشام (ص: 185)، ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 290)، ((التذييل والتكميل)) لأبي حيان (1/98)، ((شرح كتاب سيبويه)) للسيرافي (3/325)، ((المرتجل في شرح الجمل)) لابن الخشاب (ص: 15). .

انظر أيضا: