موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّاني: تَصْغيرُ ما فيه ألِفا التَّأنِيثِ المَقْصورةُ والمَمْدودةُ


ألِفُ التَّأنِيثِ المَقْصورةُ إنْ كانت رابِعةً، فتُثبَتُ في التَّصْغيرِ، مِثْلُ: حُبْلى (حُبَيْلى)، وإنْ كانت سادِسةً أو سابِعةً، فإنَّها تُحذَفُ، مِثْلُ: لُغَّيْزَى -يعني: اللُّغز- وبَرْدِرايا -، اسمًا لمَوضِعٍ - تَصْغيرُهما: لُغَيْغِيز، وبُرَيْدِر، وإنْ كانت خامِسةً ولم تُسبَقْ بِمَدَّةٍ، فإنَّها تُحذَفُ، مِثْلُ: قَرْقَرَى، اسمًا لمَوضِعٍ: قُرَيْقِر، فإنْ كانت خامِسةً وسُبِقت بِمَدَّةٍ، فأنتَ بِالخِيارِ: إمَّا أنْ تَحذِفَ ألِفَ التَّأنِيثِ أو تَحذِفَ المدَّةَ، مِثْلُ: حُبارَى -وهو طائِرٌ- وقُرَيْثا -وهُو نوعٌ مِنَ التَّمْرِ- تقولُ في التَّصغيرِ: حُبَيِّر أو حُبَيْرَى، وقُريِّث أو قُرَيْثَى، ويجوزُ -عندَ أبي عَمْرٍو وابنِ مالِكٍ على قولِه - في كلِّ ما كانت فيه ألِفُ التَّأنِيثِ المَقصورةُ خامِسةً فصاعِدًا أنْ يُعوَّضَ عنها بِالتَّاءِ؛ تقولُ: (قُرَيْقِرَة، وحُبَيِّرة، ولُغَيْغِيزة) .
- ألِفُ التَّأنِيثِ المَمدودةُ لا تُحذَفُ في التَّصغيرِ مُطْلقًا، سَواءٌ أكانت بعْدَ ثَلاثةِ أحْرُفٍ أو بعْدَ أربعةِ أحْرُفٍ فصاعدًا، فيُقالُ في (حَمْرَاء، صَفْراء، وطَرْفاء) تَصْغيرُها (حُمَيْراء وصُفَيْراء وطُرَيْفاء) .
وقدِ اختُلِف في (جَلُولاء -اسمًا لمَوضِعٍ-، وبَرَاكاء -أيْ: ساحَةُ الحَرْبِ- وقَرِيثاء) على مَذْهَبَيْنِ:
مَذْهبُ سِيبَوَيهِ: يَحذِفُ منها الواوَ والألِفَ والياءَ، ويُصغِّرُها على (جُلَيْلاء، وبُرَيْكاء، وقُرَيْثاء) .
مَذْهبُ المُبَرِّدِ: لا يَحذِفُ منها شَيئًا، إنَّما يَقلِبُ الألِفَ والواوَ والياءَ منها ياءً، ويُدغِمُ فيها ياءَ التَّصغيرِ، ويُصغِّرُها على (جُلَيِّلاء، وبُرَيِّكاء، وقُرَيِّثاء) .
فأمَّا إذا كانت الألِفُ للإلْحاقِ، فلا تَبقى في التَّصْغير، إنَّما يُكسَرُ الحَرْفُ الَّذي بعْدَ ياءِ التَّصْغيرِ، وتُقلَبُ ألِفُ الإلْحاقِ ياءً؛ لِذا يَجبُ التَّفريقُ بينَ الألِفِ الَّتي للإلْحاقِ، والألِفِ الَّتي للتَّأنيثِ، مِثْلُ: أَرْطًى (مُلحَقٌ بجَعْفر) وعِلباء (مُلحَقٌ بقِرْطاس)؛ فنقولُ في تَصْغيرِهما: أُرَيْط، وعُلَيْبِيٌّ، والدَّليلُ على أنَّ الألِفَ هُنا للإلْحاقِ أنَّ اللَّفظيْنِ يُنَوَّنانِ ، لِذا فإنَّه:
جاءت كَلِماتٌ آخِرُها ألِفٌ عندَ العَربِ فيها مَذْهبانِ، مِثْلُ: عَلقَى وذِفْرَى وتَتْرى :
فمَنْ جعَلها مَمْنوعةً مِنَ الصَّرفِ فتكونُ الألِفُ للتَّأنيثِ، فتَبقى الألِفُ؛ قال: (عُلَيْقَى وذُفَيْرى وتُتَيْرى)، ومَنْ جعَلها غيرَ مَمْنوعةٍ مِنَ الصَّرفِ، فتكونُ الألِفُ للإلْحاقِ، فيُكسَرُ ما قَبْلَ ياءِ التَّصْغيرِ وتُقلَبُ الألِفُ ياءً؛ قال: (عُلَيْقٍ وذُفَيْرٍ وتُتَيْرٍ) .
جاءت عنِ العَربِ كَلِماتٌ في آخِرِها ألِفٌ مَمْدودةٌ، مِثْلُ: غَوغَاء، وقَوباء، لَهم فيها مَذْهبانِ؛ فمَنْ مَنَعها مِنَ الصَّرفِ -أيْ: جعَلها للتَّأنيثِ- صغَّرها على لفْظِها؛ فقال: غُوَيْغاء، وقُوَيْباء، ومَنْ لم يَمْنعْها مِنَ الصَّرفِ، قال في التَّصغيرِ: (غُوَيْغِيٌّ، وقُوَيْبِيٌّ) .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (3/ 515).
  2. (2) يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 482)، و(3/ 418 وما بعدها)، ((المساعد)) لابن عقيل (3/ 515)، ((شرح التصريح على التوضيح)) للأزهري (2/ 570 وما بعدها).
  3. (3) يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 419 وما بعدها)، ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 246 وما بعدها)، ((الارتشاف)) لأبي حيان (1/ 368 وما بعدها).
  4. (4) يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 440).
  5. (5) يُنظر: ((المقتضب)) للمبرد (2/ 262، 263).
  6. (6) يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 419).
  7. (7)  العَلْقى: شَجَرٌ، والذِّفْرى: عَظمٌ ناتئٌ خَلْفَ الأذُنِ، وتترى: من المواترةِ وهي المتابعةُ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (10/ 264)، و(4/ 307)، و(5/ 275).
  8. (8) يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 195).
  9. (9) يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 195، 196).