موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: اسمُ التَّفْضيلِ


هو (اسمٌ مُشْتَقٌّ على وَزْنِ: "أفْعَل" يدُلُّ -في الأغلَبِ- على أنَّ شيئينِ اشْترَكا في مَعنًى، وزاد أحدُهما على الآخَرِ فيه) [1124] يُنظر: ((شرح الكافية)) للرضي الإستراباذي (2/ 765)، ((الارتشاف)) لأبي حيان (5/ 2319)، ((النحو الوافي)) لعباس حسن (3/ 395). ، فهو الوَصْفُ المَبْنيُّ على "أفْعَل" لِزيادةِ صاحِبِه على غيرِه في أصْلِ الفِعلِ [1125] يُنظر: ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 92). .
قِياسُه أن يكونَ على (أفْعَل)، لكنْ كَثُر حَذْفُ الهَمْزةِ في (خَيْر وشَرٍّ) للتَّخفيفِ، وقَلَّ حَذْفُها في (حَبَّ)؛ قال الأَحْوَصُ مِنَ البَسيط:
وَزَادَني كَلَفًا بِالحُبِّ أنْ مُنِعَتْ
وَحَبُّ شَيءٍ إلى الإِنْسانِ ما مُنِعَا [1126] يُنظر: ((ديوان قيس مجنون ليلى)) بلفظ: "أحب شيئًا"، (ص 16).
فالشَّاهِدُ في قولِه: (حَبُّ شَيءٍ)، أيْ: أحَبُّ شَيءٍ، وحذَفَ الهَمْزةَ.
وقد ثَبتتِ الهَمْزةُ في قِراءةِ مَنْ قَرَأ قولَه تعالى: سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشَرُّ [القَمَر: 26] [1127] يُنظر: ((البحر المحيط في التفسير)) لأبي حيان (10/ 43). ، وقولِه مِنَ الرَّجَز:
بِلَالٌ خَيْرُ النَّاسِ وَابْنُ الأَخْيَرِ [1128] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (5/ 2320).
وفي قولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: ((أَحَبُّ الأَعْمالِ إلى اللهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ )) [1129] أخرَجه البُخاريُّ (6465)، ومسلمٌ (783) واللفظُ له، مِن حديثِ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها. .

انظر أيضا: