موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الخامسُ: المَصدَرُ المِيمِيُّ


هو مَصدَرٌ في أوَّلِه مِيمٌ زائدةٌ على الأصْلِ لغيرِ المُفاعَلَةِ، وهو كالمَصدَرِ العاديِّ في دَلالتِه على الحَدَثِ غيرَ مُقترِنٍ بزمانٍ [1072] يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 632)، ((المستقصى في علم التصريف)) لعبد اللطيف محمد الخطيب (ص: 424). .
مِنَ الفِعلِ الثُّلاثيِّ:
يُصاغُ المَصدَرُ المِيميُّ على (مَفْعَل)، مِثْلُ: مَنْصَر ومَضْرَب، إلَّا إنْ كان مِثالًا صَحيحَ اللَّامِ، ممَّا تُحَذْفُ فاؤُه في المُضارِعِ، فإنَّ المَصدَرَ المِيميَّ مِنه على (مَفعِل)، مِثْلُ: مَوْضِع، ومَوْعِد.
شذَّ: مَرْجِع ومَصِير، ومَعْرِفة، ومَقْدِرة؛ والقِياسُ فيها الفَتحُ، وقد جاءتِ الألْفاظُ الثَّلاثةُ الأُولى بالكَسرِ، وجاءتِ (المَقْدرَة) بالحَرَكاتِ الثَّلاثِ، فيكونُ الشُّذوذُ قائمًا في حالَتيِ الكَسرِ والضَّمِّ؛ لأنَّ قِياسها (مَفْعَل) بالفَتحِ [1073] يُنظر: ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 119). .
فائدةٌ:
جاء المَصدَرُ المِيميُّ بالتَّاءِ من مَضْمومِ العَينِ في المُضارِعِ، مِثْلُ: دَعا يَدعُو؛ قالوا: المَدْعاةُ إلى الطَّعامِ، ومِن مَفتوحِ العَينِ في المُضارِعِ؛ قالوا: المَسْعاةُ إلى الخَيرِ، بِمَعنى: الدَّعوةِ والسَّعْي [1074] يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (2/ 632). .
المَصدَرُ المِيميُّ مِن غيرِ الثُّلاثيِّ:
يأتي على وَزْنِ اسمِ المَفْعولِ؛ فتقولُ: مُنطَلَق ومُستَخْرَج ومُدَحْرَج قِياسًا مُطَّرِدًا في كلٍّ مِن: اسمِ المَفْعولِ، والمَصدَرِ المِيميِّ، والزَّمانِ، والمكانِ [1075] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 500). .
فائدةٌ في وَزْنِ (مَفْعَلَة):
تأتي من الاسمِ الثُّلاثيِّ؛ لتدُلُّ على أمرَينِ:
1- الكَثْرةُ (كَثْرةُ الاسمِ المَبْنيَّةِ مِنه أو ما يدُلُّ عليه): كحديثِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((الولدُ ثَمَرَةُ القلبِ، وإنَّهم مَجْبَنَةٌ َمَبْخَلَةٌ مَحْزَنَةٌ )) [1076] أخرجَه البزَّارُ كما في ((كشف الأستار)) للهيثمي (1892) من حديثِ أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضيَ اللهُ عنه. وأخرجَه الحاكم (7596) من حديثِ الأشعثِ بنِ قَيْسٍ رَضيَ اللهُ عنه بلفظِ: ((إنَّهم لَمَبْخَلةٌ مَجْبَنةٌ مَحْزَنةٌ، وإنَّهم لثَمرةُ القُلوبِ)). ، والمَعنى في هذا كلِّه: سَببٌ للجُبْنِ والبُخْلِ والحُزْنِ [1077] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 505، 506). .
2- المَحَلُّ (مَحَلُّ الكَثْرة): مِثلُ: أرضٌ مَأْسَدَةٌ ومَسْبَعَةٌ؛ يعني: كثيرةَ الأُسُودِ والسِّباعِ.
فإنْ كان الاسمُ غيرَ ثُلاثيٍّ لم يُبْنَ مِنه ما يدُلُّ على الكَثْرةِ إلَّا ما شَذَّ، ومِن ذلك:
قالوا: أرضٌ مُعَقْرَبة ومُثَعْلَبة، أيْ: كثيرةُ الثَّعالبِ والعَقارِبِ [1078] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (4/ 94). ، وجاء فيه -على نُدرَةٍ- بِرَدِّ الرُّباعيِّ إلى الثُّلاثيِّ، والبناءِ على (مَفْعَلَة)؛ قالوا: أرضٌ مَعْقرَة؛ يعني: كَثِيرةَ العَقارِبِ [1079] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (4/ 94)، ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 505). .

انظر أيضا: