الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ التاسِعُ: الآثارُ الإيمانيَّةُ لاسْمِ اللهِ: الشَّافي

شِفاءُ اللهِ لا شِفاءَ غَيرُه، وشفاءُ المخلوقين ليس إلَّا سببًا، والشَّافي حقيقةً هو اللهُ؛ فليس الطَّبيبُ ولا الدَّواءُ هما اللذان يَشْفِيان، بل الطَّبيبُ سَبَبٌ، والدواءُ سَبَبٌ، فإذا عَلِمَ العبدُ ذلك لم يُعَلِّقْ قَلْبَه بغيرِ اللهِ ولم يتوجَّهْ بطَلَبِ الشِّفاءِ إلَّا منه وَحْدَه سُبحانَه [3508] يُنظر: ((الأسماء الحسنى والصفات العلى)) لعبد الهادي وهبي (ص: 340). .
كما قال اللهُ تعالى حكايةً عن خَليلِه إبراهيمَ عليه السَّلامُ: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [الشعراء: 80] .
قال ابنُ عطيةَ: (أسند إبراهيمُ المرَضَ إلى نَفْسِه والشِّفاءَ إلى الله عَزَّ وجَلَّ، وهذا حُسنُ الأدَبِ في العبارةِ، والكُلُّ مِن عندِ اللهِ تعالى) [3509] يُنظر: ((تفسير ابن عطية)) (4/235). ويُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (19/143). .
وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أهْلِهِ، يَمْسَحُ بيَدِهِ اليُمْنَى ويقولُ: ((اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا )) [3510] أخرجه البخاري (5743) واللَّفظُ له، ومسلم (2191). .
قال ابنُ القَيِّمِ: (ففي هذه الرُّقْيةِ توسُّلٌ إلى اللهِ بكَمالِ رُبوبيَّتِه، وكَمالِ رحمتِه بالشِّفاءِ، وأنَّه وَحْدَه الشَّافي، وأنَّه لا شِفاءَ إلَّا شِفاؤُه؛ فتضَمَّنَت التوَسُّلَ إليه بتوحيدِه وإحسانِه ورُبوبيَّتِه) [3511] يُنظر: ((زاد المعاد)) (4/ 173). .

انظر أيضا: