الموسوعة العقدية

 الْوَارِثُ

يُوصَفُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأنَّه الوارِثُ، وهو صِفةٌ ذاتيَّةٌ ثابتةٌ بالكِتابِ العزيزِ.
الدَّليلُ:
1- قولُه تَعالَى: إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا [مريم: 40] .
2- قَولُه: وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ [الحجر: 23] .
قال الزَّجَّاجيُّ: (الوارِثُ اسمُ الفاعِلِ مِن وَرِثَ يَرِثُ فهو وارِثٌ، فاللهُ عَزَّ وجَلَّ وارِثُ الخَلْقِ أجمعينَ؛ لأنَّه الباقي بَعْدَهم، وهم الفانون، كما قال عَزَّ وجَلَّ: إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ) .
وقال الأزهريُّ: (الوارِثُ: صِفةٌ مِن صِفاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهو الباقي الدَّائِمُ) .
وقال الخطَّابيُّ: (الوارِثُ: هو الباقي بعد فَناءِ الخَلْقِ، والمستَرِدُّ أملاكَهم وموارِثَهم بعدَ مَوتِهم، ولم يَزَلِ اللهُ باقيًا مالِكًا لأُصولِ الأشياءِ كُلِّها، يُورِثُها من يشاءُ، ويسَتخلِفُ فيها من أحَبَّ) .
وقال الحليميُّ: (معناه الباقي بعد ذَهابِ غَيرهِ، وربُّنا جَلَّ ثناؤُه بهذه الصِّفةِ؛ لأنَّه يبقى بعد ذَهابِ المُلَّاكِ الذين أمتَعَهم في هذه الدُّنيا بما أتاهم؛ لأنَّ وُجودَهم وجودُ الأملاكِ، كان به، ووجودُه ليس بغَيرِهـ) .
وقال البيهقيُّ: (الباقي: هو الذي دامَ وجودُه، والبقاءُ له صفةٌ قائِمةٌ بذاتِه، وفي معناه الوارِثُ) .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((اشتقاق أسماء اللهـ)) (ص: 173).
  2. (2) يُنظر: ((تهذيب اللغة)) (15/ 85).
  3. (3) يُنظر: ((شأن الدعاء)) (ص: 96).
  4. (4) يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (1/ 189).
  5. (5) يُنظر: ((الاعتقاد)) (ص: 66).