الموسوعة العقدية

 الظَّاهِرِيَّةُ والظُّهُورُ

صِفةٌ ذاتيَّةٌ للهِ عزَّ وجلَّ، من اسمِه (الظَّاهر) الثَّابتِ بالكِتابِ والسُّنَّةِ.
الدَّليلُ مِن الكِتابِ:
 قولُه تعالى: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ [الحديد: 3] .
قال ابنُ جَريرٍ: (قَولُه: وَالظَّاهِرُ [الحديد: 3] يَقولُ: وهو الظَّاهِرُ على كُلِّ شَيءٍ دُونَه، وهو العالي فوقَ كُلِّ شيءٍ، فلا شَيءَ أعلى منهـ) .
الدَّليلُ من السُّنَّةِ:
حديثُ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا، وفيه: ((... اللهمَّ أنتَ الأوَّلُ؛ فليس قبلَك شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بَعدَكَ شيءٌ، وأنتَ الظَّاهرُ؛ فليس فوقَكَ شيءٌ… )) .
المعنى:
فَسَّر النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الظَّاهِرَ بقَولِه: ((ليس فوقَك شيءٌ))، وليس بعدَ تفسيرِه تفسيرٌ، وأغلبُ مَن فسَّرها يَرْجِعُون إلى تفسيرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فسُبحانَ مَن أعطاه جوامعَ الكَلِمِ!
وقال البيهقيُّ -بعد تفسيرِ الظَّاهِرِ والباطِنِ-: (هُما مِن صِفاتِ الذَّاتِ) .
وقال ابنُ القيِّمِ: (أحاطَتْ ظاهريَّتُه وباطنيَّتُه بكلِّ ظاهرٍ وباطنٍ، فما مِن ظاهرٍ إلَّا واللهُ فَوقَه، وما مِن باطنٍ إلَّا واللهُ دونَه، وما مِن أوَّلٍ إلَّا واللهُ قبْلَه، وما مِن آخِرٍ إلَّا واللهُ بعدَه؛... فهذه الأسماءُ الأربعةُ تَشتمِلُ على أركانِ التَّوحيدِ؛ فهو الأوَّلُ في آخِريَّتِه، والآخِرُ في أوَّليَّتِه، والظَّاهرُ في بُطونِه، والباطنُ في ظُهورِه، لم يزَلْ أوَّلًا وآخِرًا، وظاهِرًا وباطنًا) .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (22/ 385).
  2. (2) أخرجه مسلم (2713).
  3. (3) يُنظر: ((الاعتقاد)) (ص: 64).
  4. (4) يُنظر: ((طريق الهجرتين)) (ص: 27).