الموسوعة العقدية

 البَقَاءُ

صفةٌ ذاتيَّةٌ خاصَّةٌ باللهِ عزَّ وجلَّ، ثابتةٌ بالكِتابِ العزيزِ.
الدَّليلُ:
قولُه تعالى: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن: 27].
قال الزَّجَّاجُ: (الباقي هو اللهُ تعالى المستأثِرُ بالبقاءِ، وكَتَب على خَلْقِه الفَناءَ) [1733] يُنظر: ((تفسير أسماء الله الحسنى)) (ص: 64). .
وقال أبو القاسِمِ الأصبهانيُّ: (معنى الباقي: الدَّائمُ، الموصوفُ بالبقاءِ، الَّذي لا يستولي عليه الفَناءُ، وليست صفةُ بقائِه ودوامِه كبقاءِ الجنَّةِ والنَّارِ ودوامِهما؛ وذلك أنَّ بقاءَه أبدِيٌّ أزَليٌّ، وبقاءَ الجنَّةِ والنَّارِ أبدِيٌّ غيرُ أزَلِيِّ؛ فالأزَليُّ ما لم يزَلْ، والأبدِيُّ ما لا يزالُ، والجنَّةُ والنَّارُ كائنتانِ بعدَ أنْ لم تَكُونا) [1734] يُنظر: ((الحجة في بيان المحجة)) (1/ 140). .
وقال أبو بكرٍ الباقِلَّانيُّ: (صِفاتُ ذاتِه هي الَّتي لم يزَلْ ولا يزالُ موصوفًا بها، وهي: الحياةُ، والعِلمُ ... والبَقاءُ، والوَجهُ، والعَينانِ ...) [1735] يُنظر: ((تمهيد الأوائل)) (ص: 299)، ونقله عنه ابنُ تيميَّةَ مقرًّا له في ((مجموع الفتاوى)) (5/99). .
وقال ابنُ حجَرٍ: (قَولُه: «بابُ قولِ الرَّجُلِ: لَعَمْرُ اللهِ»، أي: هَلْ يكونُ يَمينًا؟ وهو مبنيٌّ على تفسيرِ: لَعَمْرُ... وقال أبو القَاسِمِ الزَّجَّاجُ: العَمْرُ: الحياةُ، فمَن قال لَعَمْرُ اللهِ، كأنَّه حلَفَ ببقاءِ اللهِ، واللَّامُ للتَّوكيدِ، والخبرُ محذوفٌ، أي: ما أُقسِمُ به، ومِن ثَمَّ قال المالكيَّةُ والحَنفيَّةُ: تنعَقِدُ بها اليَمينُ؛ لأنَّ بقاءَ اللهِ مِن صفةِ ذاتِه) [1736] يُنظر: ((فتح الباري)) (11/547). .
وقال محمَّدُ بنُ إبراهيمَ الوزيرُ مُبَيِّنًا الواجِبَ على المسلمينَ: (إثباتُ كُلِّ كمالٍ للهِ جَلَّ جلالُه، ونفيُ كُلِّ نَقصٍ وعيبٍ عنه سُبحانَه، وتخصيصُه دونَ خَلْقِه بوجوبِ الوُجودِ، والقِدَمِ، والبقاءِ، وعَدَمِ التَّشبيهِ، والتَّشريكِ، والنِّدِّ والكُفْءِ) [1737] يُنظر: ((العواصم والقواصم)) (5/ 75). .
وقال السفارينيُّ: (البَقاءُ: صِفةٌ واجِبةٌ له تعالى كما وَجَب له القِدَمُ؛ لأنَّ ما ثَبَت قِدَمُه استحالَ عَدَمُه؛ لأنَّه سُبحانَه لو قُدِّرَ لحوقُ العَدَمِ له لكانت نِسبةُ الوُجودِ والعَدَمِ إلى ذاتِه تعالى سواءً، فيلزَمُ افتِقارُ وُجودِه إلى مُوجِدٍ يختَرِعُه بدَلًا عن العَدَمِ الجائِزِ عليه -تقَدَّسَ وتعالى عن ذلك- فيكونُ حادِثًا، واللَّازِمُ باطِلٌ، فكذا الملزومُ) [1738] يُنظر: ((لوامع الأنوار البهية)) (1/ 39). .
وقال مُحمَّدُ بنُ إبراهيمَ آل الشَّيخِ: (البَقاءُ مِن صِفاتِ اللهِ، فإذا أُسنِدَ إلى إنسانٍ فهو مِن الشِّركِ) [1739] يُنظر: ((الفتاوى والرسائل)) (1/207). .
وقد عَدَّ بعضُهم (الباقيَ) مِن أسماءِ اللهِ تعالى، ولا دليلَ عليه؛ منهم: ابنُ مَنْدَهْ [1740] يُنظر: ((كتاب التوحيد)) (2/86). ، والزَّجَّاجيُّ [1741] يُنظر: ((اشتقاق أسماء الله)) (ص: 200). ، وأبو القاسم الأصبهانيُّ [1742] يُنظر: ((الحجة في بيان المحجة)) (1/139). .
ويُنظر صفةُ: (الحياةِ).

انظر أيضا: