الموسوعة العقدية

المَبحَثُ الخامِسُ: من خصائِصِ عَقيدةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ: العَقلانيَّةُ

يُقصَدُ بالعقلانيَّةِ الموافَقةُ للعَقلِ الصَّريحِ.
قال ابنُ تَيميَّةَ: (والأنبياءُ صَلواتُ اللهِ عليهم وسَلامُه مَعصومونَ، لا يقولونَ على اللهِ إلَّا الحَقَّ، ولا يَنقلونَ عنه إلَّا الصِّدقَ، فمَنِ ادَّعى في أخبارِهم ما يُناقِضُ صريحَ المعقولِ، كان كاذِبًا، بل لا بُدَّ أن يكونَ ذلك المعقولُ ليس بصَريحٍ، أو ذلك المنقولُ ليس بصَحيحٍ، فما عُلِمَ يقينًا أنَّهم أخبَروا به يمتَنِعُ أن يكونَ في العَقلِ ما يُناقِضُه، وما عُلِم يقينًا أنَّ العَقلَ حَكَم به يمتَنِعُ أن يكونَ في أخبارِهم ما يُناقِضُه، بل الأنبياءُ عليهم السَّلامُ قد يُخبِرونَ بما يَعجِزُ العَقلُ عن مَعرفتِه، لا بما يَعلَمُ العَقلُ بُطلانَه، فيُخبِرونَ بمحاراتِ العُقولِ، لا بمُحالاتِ العُقولِ) [50] يُنظر: ((الجواب الصحيح)) (4/400). .
وقال أيضًا: (ما جاء عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا البابِ وغَيرِه كلُّه حَقٌّ، يصدِّقُ بعضُه بعضًا، وهو موافِقٌ لفِطرةِ الخلائِقِ، وما جُعِلَ فيهم من العُقولِ الصَّريحةِ والقُصودِ الصَّحيحةِ؛ لا يخالِفُ العَقلَ الصَّريحَ، ولا القَصدَ الصَّحيحَ، ولا الفطرةَ المستقيمةَ، ولا النَّقلَ الصَّحيحَ الثَّابتَ عن رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإنَّما يظُنُّ تعارُضَها من صدَّق بباطلٍ من النُّقولِ، أو فَهِمَ منه ما لم يَدُلَّ عليه، أو اعتقَدَ شيئًا ظَنَّه مِن العَقليَّاتِ وهو من الجَهليَّاتِ، أو من الكُشوفاتِ وهو من الكُسوفاتِ، إن كان ذلك مُعارِضًا لمنقولٍ صَحيحٍ، وإلَّا عارَضَ بالعَقلِ الصَّريحِ أو الكَشْفِ الصَّحيحِ ما يظُنُّه منقولًا عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ويكونُ كَذِبًا عليه، أو ما يظنُّه لفظًا دالًّا على شيءٍ، ولا يكونُ دالًّا عليه) [51] يُنظر: ((الرسالة العرشية)) (ص: 35). .

انظر أيضا: