الموسوعة العقدية

 الإِلَهِيَّةُ والأُلُوهِيَّةُ

صِفةٌ ثابتةٌ للهِ عزَّ وجلَّ، مِن اسمِه: (اللهِ)، واسمِه: (الإِلَهِ)، وهما اسمانِ ثابتانِ في مواضِعَ عديدةٍ مِن كِتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وعلى القَولِ بِاشْتِقاقِ اسمِ اللهِ سُبحانَه فأصلُ كلمةِ (اللهِ): إِلَاهٌ، كما رجَّحَه ابنُ القيِّمِ في (بدائعِ الفوائدِ) ، وإِلَاهٌ بمعنى مَألوهٍ، أي: معبودٍ، ككِتابٍ بمعنى مكتوبٍ.
والإِلهيَّةُ أو الأُلوهيَّةٌ: صفةٌ مأخوذةٌ مِن هذينِ الاسمَيْنِ.
وقال ابنُ جَريرٍ: (الأُلوهيَّةُ ليست لغَيرِه جَلَّ ثناؤُه بوَجهٍ مِن الوُجوهِ؛ لا مِن جِهةِ التسَمِّي به، ولا مِن جهةِ المعنى، وذلك أنَّا قد بَيَّنَّا أنَّ معنى اللهِ هو المعبودُ، ولا معبودَ غَيرُه جَلَّ جَلالُهـ) .
وقال في تفسيرِ قَولِه تعالى: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [آل عمران: 2] : (خَبَرٌ من اللهِ جَلَّ وعَزَّ، أخبَرَ عبادَه أنَّ الألوهيَّةَ خاصَّةٌ به دونَ ما سِواه من الآلهةِ والأندادِ، وأنَّ العِبادةَ لا تَصلُحُ ولا تجوزُ إلَّا له؛ لانفرادِه بالرُّبوبيَّةِ، وتوَحُّدِه بالأُلوهِيَّةِ) .
وقال السَّمعانيُّ: (لا يَستَحِقُّ الإلهيَّةَ إلَّا من يَقدِرُ على الإحياءِ والإيجادِ مِنَ العَدَمِ؛ لأنَّه الإنعامُ بأبلَغِ وُجوهِ النِّعَمِ، وهذا لا يليقُ بوَصفِ البَشَرِ وكُلِّ مُحدَثٍ) .
وقال ابنُ القيِّمِ عندَ الحديثِ عن أسماءِ اللهِ تعالى (اللهِ)، (الرَّبِّ)، (الرَّحمنِ)، قال: (... فالدِّينُ والشَّرعُ والأمرُ والنَّهيُ مظهَرُه وقيامُه مِن صفةِ الإلهيَّةِ، والخَلْقُ والإيجادُ والتَّدبيرُ والفِعلُ مِن صفةِ الرُّبوبيَّةِ، والجزاءُ بالثَّوابِ والعقابِ والجنَّةِ والنَّارِ مِن صفةِ المُلْكِ) .
وقال ابنُ كثيرٍ: (قَولُه: وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [القصص: 88] أي: لا تليقُ العبادةَ إلَّا له، ولا تنبغي الإلهيَّةُ إلَّا لعَظَمتِهـ) .
وقال السَّعْديُّ: (اللهُ: هو المألوهُ المعبودُ ذو الأُلوهيَّةِ والعُبوديَّةِ على خَلْقِه أجمعينَ؛ لِمَا اتَّصَفَ به مِن صِفات الأُلوهيَّةِ الَّتي هي صِفاتُ الكَمالِ) .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((بدائع الفوائد)) (2/ 782).
  2. (2) يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (1/ 133).
  3. (3) يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (5/ 170).
  4. (4) يُنظر: ((تفسير السمعاني)) (3/ 373).
  5. (5) يُنظر: ((مدارج السالكين)) (1/ 58).
  6. (6) يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (6/ 261).
  7. (7) يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 945).