الموسوعة العقدية

المَطلَبُ الأَوَّلُ: العِلمُ بأسْماءِ اللهِ وصِفاتِه أشرَفُ العُلُومِ

إنَّ العِلمَ باللهِ وأسمائِه وصِفاتِه أشرَفُ العُلُومِ وأجَلُّها على الإطلاقِ؛ لأنَّ شَرَفَ العِلمِ بشَرَفِ المَعْلُوم، والمَعْلُومُ في هذا العِلمِ هو اللهُ سُبحانَه وتعالى بأسمائِه وصِفاتِه وأفعالِه، فالاشتِغالُ بفَهْمِه والبَحثِ التَّامِّ عنه اشتِغالٌ بأعلى المطالِبِ، وحُصولُه للعَبدِ مِن أشرَفِ المواهِبِ [956] يُنظر: ((درء تعارض العقل والنقل)) لابن تيمية (6/247)، ((إعلام الموقعين)) لابن القيم (2/8)، ((تفسير السعدي)) (ص: 35). .
قال اللَّالَكائيُّ: (أوجَبُ ما على المرءِ: مَعرفةُ اعتقادِ الدِّينِ، وما كَلَّف اللهُ به عبادَه مِن فَهمِ توحيدِه وصِفاتِه، وتصديقِ رُسُلِه بالدَّلائِلِ واليَقينِ، والتَّوصُّلِ إلى طُرُقِها والاستِدلالِ عليها بالحُجَج والبَراهينِ) [957] يُنظر: ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) (1/ 7). .
وقال ابنُ تَيميَّةَ: (معرفةُ هذا أصلُ الدِّينِ، وأساسُ الهِدايةِ، وأفضَلُ وأوجَبُ ما اكتسَبَتْه القُلوبُ، وحصَّلَتْه النُّفوسُ، وأدركَتْه العُقولُ) [958] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (5/6).
وقال ابنُ القَيِّمِ: (كَمالُ النَّفسِ المطلوبُ ما تضَمَّنَ أمرَينِ؛ أحَدُهما: أن يَصيرَ هَيئةً راسِخةً وصِفةً لازِمةً له. الثَّاني: أن يكونَ صِفةَ كَمالٍ في نَفْسِه، فإذا لم يكُنْ كذلك لم يكُنْ كَمالًا، فلا يَليقُ بمن يسعى في كَمالِ نَفْسِه المنافَسةُ عليه، ولا الأسَفُ على فَوتِه، وذلك ليس إلَّا معرفةَ بارئِها وفاطِرِها ومَعبودِها وإلهِها الحَقِّ، الذي لا صلاحَ لها ولا نعيمَ ولا لَذَّةَ إلَّا بمعرفتِه، وإرادةِ وَجْهِه، وسُلوكِ الطَّريقِ الموصِلةِ إليه وإلى رِضاه وكَرامتِه، وأن تعتادَ ذلك فيصيرَ لها هيئةً راسِخةً لازِمةً، وما عدا ذلك من العُلُومِ والإراداتِ والأعمالِ فهي بين ما لا يَنفَعُها ولا يُكَمِّلُها، وما يعودُ بضَرَرِها ونَقْصِها وألَمِها، ولا سِيَّما إذا صار هيئةً راسِخةً لها؛ فإنَّها تُعَذَّبُ وتتألَّمُ به بحَسَبِ لُزومِه لها) [959] يُنظر: ((الفوائد)) (ص: 83). .    
وقال ابنُ عُثَيمين: (العِلمُ النَّافِعُ يتضَمَّنُ كُلَّ عِلمٍ يكونُ للأمَّةِ فيه خيرٌ وصلاحٌ في مَعاشِها ومَعادِها، وأوَّلُ ما يَدخُلُ في ذلك العِلمُ بأسْماءِ اللهِ وصِفاتِه وأفعالِه؛ فإنَّ العِلمَ بذلك أنفَعُ العُلُومِ، وهو زُبدةُ الرِّسالةِ الإلهِيَّةِ، وخُلاصةُ الدَّعوةِ النَّبَويَّةِ، وبه قِوامُ الدِّينِ قَولًا وعَمَلًا واعتِقادًا) [960] يُنظر: ((فتح رب البرية بتلخيص الحموية)) (ص: 9). .    

انظر أيضا: