الموسوعة العقدية

الفرعُ الخامسُ: فَضْلُ أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها

عن أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((ما من مُسلِمٍ تُصيبُه مُصيبةٌ، فيقولُ ما أمرَه اللهُ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راِجعونَ، اللهُمَّ أْجُرْنِي في مُصيبتي، وأخلِفْ لي خيرًا منها، إلَّا أخلَفَ اللهُ له خيرًا منها ))، قالت: فلمَّا مات أبو سَلَمةَ قُلْتُ: أيُّ المُسلِمينَ خَيرٌ مِن أبي سَلَمةَ؛ أوَّلُ بَيتٍ هاجَرَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟! ثُمَّ إني قُلْتُها، فأخلف اللهُ لي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم! قالت: أرسَلَ إليَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حاطِبَ بنَ أبي بَلْتَعةَ يخطُبُني له، فقُلْتُ: إنَّ لي بِنتًا، وأنا غَيُورٌ، فقال: ((أمَّا ابنَتُها فندعو اللهَ أن يُغْنِيَها عنها، وأدعو اللهَ أن يُذهِبَ الغَيْرَةَ )) [2306] رواه مسلم (918).
 قال الدهلويُّ: (قولُه: ((أوَّلُ بَيتٍ هاجَرَ)) أي: أبو سَلَمةَ أوَّلُ من هاجر إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قاله أبو نُعَيمٍ، ولعل المرادَ أوَّلُ من هاجر من الحَبَشةِ إلى المدينةِ، وكان هو وزوجَتُه أوَّلَ مَن هاجر إلى الحَبَشةِ، ثُمَّ إلى المدينةِ. وقولُه: ((ثمَّ إني قُلْتُها)) أي: قُلْتُ هذا القولَ ودعوتُ بهذا الدعاءِ؛ طَلَبًا لصِدْقِ هذا الحديثِ وامتِثالًا لأمرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لا مع ما في نفسي من التعَجُّبِ والاستبعادِ. وقولُه: ((فأخلف اللهُ لي)) أي: جعل لي مكانَ أبي سَلَمةَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتزوَّجَني وهو خيرُ الخَيِّرينَ وخَيرُ جَميعِ الخلائِقِ أجمَعينَ) [2307] يُنظر: ((لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح)) (4/ 84). .

انظر أيضا: