الموسوعة العقدية

المطلبُ الأوَّلُ: عِظَمُ مَسؤوليَّاتِ الإمامةِ

حَمْلُ الإمامةِ ثَقيلٌ، وواجِباتُها كبيرةٌ لا يَستَطيعُ القيامَ بها على وَجْهِها الأكمَلِ إلَّا أولو العَزمِ من الرِّجالِ .
عن أبي ذَرٍّ الغِفاريِّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لَهُ في الإمارةِ: ((إنَّها أمانةٌ، وإنَّها يَومَ القيامةِ خِزْيٌ ونَدامةٌ إلَّا من أخذَها بحَقِّها وأدَّى الَّذي عليه فيها )) .
وعن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ألا كُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مَسؤولٌ عن رَعِيَّتِه، فالإمامُ الَّذي على النَّاسِ راعٍ وهو مَسؤولٌ عن رَعيَّتِه )) .
 قال ابنُ هُبَيرةَ: (في هذا الحَديثِ من الفِقهِ أنَّ الأمَّةَ على شَبيهِ الشَّجَرةِ، وصَلاحُ كُلِّ أصلٍ منها سَبَبٌ لصَلاحِ مَن بَعْدَه؛ فالإمامُ راعٍ لجَميعِ الأمَّةِ، وهو مَسؤولٌ عن رَعيَّتِه، وهذا السُّؤالُ يَتَناوَلُ كُلَّ ما يَقتَضي السُّؤالَ عنه من أمرِ دينِه ودُنياهُ، ومن مَفهومِ الخِطابِ ما يَدُلُّ على أنَّ الرَّعيةَ مَسؤولةٌ عن إمامِها عن كُلِّ ما يَتَعَلَّقُ بهم من أمرِه من دينٍ ودُنيا) .
وقيامُ الإمامِ بواجِباتِه من أعظَمِ القُرُباتِ عِندَ اللهِ إذا احتَسَبَ القيامَ بها، وقَصدَ التقَرُّبَ إلى اللهِ تعالى.
فعن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((سَبعٌة يُظِلُّهمُ اللَّهُ يومَ القيامةِ في ظِلِّه يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ ...)) وذَكَر منهم: ((إمامٌ عادِلٌ)) .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة)) للدميجي (ص: 234).
  2. (2) رواه مسلم (1825).
  3. (3) رواه البخاري (7138) واللَّفظُ له، ومسلم (1829).
  4. (4) يُنظر: ((الإفصاح)) (4/18).
  5. (5) رواه البخاري (6806) واللَّفظُ له، ومسلم (1031).