الموسوعة العقدية

الفَرعُ الأولُ: زَوجةُ المُؤمِن في الدُّنيا هي زَوجَتُه في الآخِرةِ إذا كانَت مُؤمِنةً

قال اللهُ تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّياتِهِمْ [الرعد: 23] .
قال ابنُ جَريرٍ: (يَقُولُ تعالى ذِكرُه: جَناتُ عَدْنٍ يَدخُلُها هَؤُلاءِ الَّذينَ وُصِفَت صِفَتُهم، وهمُ الَّذينَ يُوفُون بعَهدِ الله، والَّذينَ يَصِلُونَ ما أمرَ اللهُ به أن يُوصَلَ ويَخشَونَ رَبَّهم، والَّذينَ صَبَرُوا ابتِغاءَ وَجهِ رَبِّهم، وأقامُوا الصَّلاةَ، وفَعَلُوا الأفعالَ الَّتي ذَكَرَها جَلَّ ثُناؤُه في هذه الآياتِ الثَّلاثِ: وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وهي نِساؤُهم وأهلُوهم وذُرِّيَّاتُهم، وصَلاحُهم: إيمانُهم باللهِ واتِّباعُهم أمرَه وأمرَ رَسُولِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ) [4874] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (13/ 511). .
وقال ابنُ كَثيرٍ: (يُجمَعُ بينَهم وبينَ أحبابهم فيها مِنَ الآباءِ والأهلِينَ والأبناءِ، مِمَّن هو صالِحٌ لِدُخُولِ الجَنةِ مِنَ المُؤمِنينَ؛ لِتَقَرَّ أعيُنُهم بهم، حَتَّى إنَّه تُرفَعُ دَرَجةُ الأدنى إلى دَرَجةِ الأعلى مِن غيرِ تَنقيصٍ لِذَلِكَ الأعلى عَن دَرَجَتِه، بَلِ امتِنانًا مِنَ الله وإحسانًا، كَما قال تعالى: وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [الطور: 21]) [4875] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (4/ 451). .
وهم في الجَنَّاتِ مُنَعَّمُونَ مَعَ الأزواجِ.
قال اللهُ سُبحانَه: هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ [يس: 56] .
قال الشَّوكانيُّ: (هَذه الجُملةُ مُستَأنَفةٌ مُسوقةٌ لِبيانِ كيفيَّةِ شُغلِهم وتَفَكُّهِهم وتَكميلِها بما يَزيدُهم سُرُورًا وبهَجةً مِن كَونِ أزواجِهم مَعَهم على هذه الصِّفةِ مِنَ الِاتِّكاءِ على الأرائِكِ) [4876] يُنظر: ((تفسير الشوكاني)) (4/ 431). .
وقال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ [الزخرف: 70] .
قال السَّعْديُّ: (أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ أي: مَن كانَ على مِثلِ عَمَلِكم مِن كُلِّ مُقارِنٍ لَكم؛ مِن زَوجةٍ ووَلَدٍ وصاحِبٍ، وغيرِهم. تُحْبَرُونَ أي: تُنَعَّمُونَ وتُكرَمُونَ، ويَأتيكم مِن فَضلِ رَبِّكم مِنَ الخيراتِ والسُّرُورِ والأفراحِ واللَّذَّاتِ ما لا تُعَبِّرُ الألسُنُ عَن وصفِه) [4877] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 769). .

انظر أيضا: