الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الثَّاني: من الأمورِ التي تفرَّد بها الأنبياءُ: أنَّه تنام أعيُنُهم ولا تنامُ قُلوبُهم

عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ عَينيَّ تنامانِ، ولا ينامُ قلبي )) [843] رواه البخاري (1147)، ومسلم (738). .
وقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّا -مَعْشَرَ الأنبياءِ- تنامُ أعيُنُنا ولا تنامُ قُلوبُنا)) [844] أخرجه البخاري (3570) مُطَوَّلًا باختلافٍ يسيرٍ مِن حَديثِ أنس بن مالك رَضِيَ اللهُ عنه. .
قال الخطابي: (أمَّا نومُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُضطَجِعًا حتى نَفَخ، وقيامُه إلى الصَّلاةِ من غيرِ إحداثِ وُضوءٍ، فإنَّ ذلك من خصائصِه التي ليس للأُمَّةِ أن يأْتَسُوا به فيها. والعلَّةُ في ذلك مذكورةٌ في الحديثِ، وهي قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((تنام عيناي، ولا ينامُ قلبي)) فأخبر أنَّ يقَظةَ قَلْبِه تَعصِمُه من الحدَثِ. وفي حديثِ سُفيانَ الذي رُوِّيناه أوَّلًا أنَّه قال عَمرُو بنُ دينارٍ: سَمِعتُ عُبَيدَ بنَ عُمَيرٍ يقولُ: «رؤيا الأنبياءِ وَحيٌ»، ثُمَّ قرأ: إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ثُمَّ قال: يَا أَبْتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ.
يريدُ بهذا القَولِ أنَّه إنما مُنع النومَ قلبُه؛ ليَعيَ الوَحيَ إذا أوحِيَ إليه في منامِه) [845] يُنظر: ((أعلام الحديث)) (1/232). .

انظر أيضا: