الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: من الأمورِ التي تفرَّد بها الأنبياءُ: الوَحيُ

قال اللهُ تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ [الكهف: 110] .
قال السَّعْديُّ: (أي: قُلْ يا مُحَمَّدُ للكُفَّارِ وغيرهم: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أي: لستُ بإلهٍ، ولا لي شَرِكةٌ في المُلكِ، ولا عِلمٌ بالغيبِ، ولا عندي خزائنُ اللهِ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ عبدٌ من عبيدِ رَبِّي يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ أي: فُضِّلت عليكم بالوَحيِ الذي يوحيه اللهُ إليَّ) [840] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 489). .
وهذا الوَحيُ يقتضي عدةَ أمورٍ يفارقون بها النَّاسَ؛ فمن ذلك: تكليمُ الله لبَعضِهم، واتصالُهم ببعضِ المَلائِكة.
ومن ذلك: تعريفُ اللهِ لهم شيئًا من الغيوبِ.
قال اللهُ تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا [الجن: 26، 27].
ومن الأمثِلةِ على ذلك في حَقِّ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: الإسراءُ به إلى بيتِ المَقدِسِ، والعُروجُ به إلى السَّمَواتِ، ورؤيتُه للمَلائكةِ والأنبياءِ، واطِّلاعُه على الجنَّةِ والنَّارِ [841] أخرجه البخاري (3887)، ومسلم (164) مِن حَديثِ مالك بن صعصعة رَضِيَ اللهُ عنه. .
ومن ذلك سماعُه للمُعَذَّبين في قبورِهم.
فعن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لولا أن لا تدافَنوا لدعوتُ اللهَ أن يُسمِعَكم مِن عذابِ القَبْرِ! )) [842] رواه مسلم (2868). .

انظر أيضا: