الموسوعة العقدية

المَطلبُ الثَّاني: حِفظُ القُرْآنِ في عَهدِ الصَّحابةِ رِضوانُ اللهِ عليهم

تمهيدٌ:
قال ابنُ تيميَّةَ: (إنَّ المانِعَ مِن جَمْعِه على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان أنَّ الوَحيَ كان لا يزالُ يَنزِلُ، فيُغَيِّرُ اللهُ ما يشاءُ ويحكُمُ ما يريدُ، فلو جُمع في مُصحَفٍ واحدٍ لتعَسَّرَ أو تعَذَّرَ تغييرُه كُلَّ وَقتٍ، فلمَّا استقَرَّ القُرْآنُ بموتهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واستقرَّت الشَّريعةُ بموتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمِنَ النَّاسُ من زيادةِ القُرْآنِ ونَقْصِه، وأَمِنوا من زيادةِ الإيجابِ والتحريمِ) [340])) يُنظر: ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (2/ 97). .
قال الزركشيُّ: (ثبت أنَّ القُرْآنَ كان على هذا التأليفِ والجَمعِ في زَمَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإنما تُرِك جمْعُه في مُصحَفٍ واحدٍ؛ لأنَّ النَّسخَ كان يَرِدُ على بَعضٍ، فلو جمعه ثمَّ رُفِعَت تلاوةُ بعضٍ لأدَّى إلى الاختلافِ واختلاطِ الدِّينِ، فحَفِظه اللهُ في القُلوبِ إلى انقِضاءِ زمانِ النَّسخِ، ثم وَفَّق لجَمْعِه الخُلَفاءَ الرَّاشِدين) [341] يُنظر: ((البرهان)) (1/ 235). .
وقد تجلَّى حِفظُ القُرْآنِ في عَهدِ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم بجَمعِ القُرْآنِ مَرَّتينِ:
الجَمعُ الأوَّلُ: في عَهدِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عنه:
لَمَّا كَثُر القَتلُ في حَفَظةِ كِتابِ اللهِ تعالى، خَشِيَ الصَّحابةُ ذَهابَ القُرْآنِ بذَهابِ حَفَظَتِه؛ فأجمعوا أمْرَهم على جمعِه في مكانٍ واحدٍ.
عن زيدِ بنِ ثابتٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (أرسل إليَّ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ مَقْتَلَ أهلِ اليَمامةِ، فإذا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ عِندَه، قال أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه: إنَّ عُمَرَ أتاني فقال: إنَّ القَتلَ قد استحَرَّ [342] قال ابنُ الأثيرِ: (أي: اشتَدَّ وكَثُرَ، وهو استفعَلَ مِن الحَرِّ: الشِّدَّةِ) ((النهاية)) (1/ 364). يومَ اليمامةِ بقُرَّاءِ القُرْآنِ، وإنِّي أخشى أن يَستحِرَّ القَتلُ بالقُرَّاءِ بالمواطِنِ، فيذهَبَ كثيرٌ من القُرْآنِ، وإنِّي أرى أن تأمُرَ بجَمعِ القُرْآنِ. قُلتُ لعُمَرَ: كيف نفعَلُ شيئًا لم يفعَلْه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قال عُمَرُ: هذا -واللهِ- خيرٌ، فلم يَزَلْ عُمَرُ يراجِعُني حتى شرح اللهُ صدري لذلك، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عُمَرُ. قال زيدٌ: قال أبو بكرٍ: إنَّك رجلٌ شابٌّ عاقِلٌ لا نتَّهِمُك، وقد كنتَ تكتُبُ الوَحيَ لرَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فتَتَبَّعِ القُرْآنَ فاجمَعْه، فواللهِ لو كلَّفوني نَقْلَ جَبَلٍ مِن الجِبالِ ما كان أثقَلَ عَلَيَّ ممَّا أمرني به في جمعِ القُرْآنِ! قُلتُ: كيف تفعلون شيئًا لم يفعَلْه رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قال: هو -واللهِ- خيرٌ، فلم يَزَلْ أبو بَكرٍ يراجِعُني حتى شرح اللهُ صدري لِلذي شرح له صدرَ أبي بكرٍ وعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، فتتَبَّعتُ القُرْآنَ أجمَعُه من العُسُبِ واللِّخافِ [343] قال ابنُ الأثيرِ: (هي جَمعُ لَخْفةٍ، وهي حِجارةٌ بِيضٌ رِقاقٌ) ((النهاية)) (4/ 244). وصُدورِ الرِّجالِ، حتى وجَدْتُ آخِرَ سورةِ التوبةِ مع أبي خُزَيمةَ الأنصاريِّ لم أجِدْها مع أحَدٍ غَيرِه: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ [التوبة: 128] ، حتى خاتمةِ براءةَ، فكانت الصُّحُفُ عندَ أبي بكرٍ حتى توفَّاه اللهُ، ثمَّ عِندَ عُمَرَ حياتَه، ثمَّ عندَ حَفْصةَ بنتِ عُمَرَ) [344] أخرجه البخاري (4986). .
الجَمعُ الثَّاني: في عَهدِ عُثمانَ بنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عنه:
لَمَّا ظَهَر النِّزاعُ بين بعضِ المُسلِمين بسَبَبِ الاختلافِ في الأحرُفِ التي يُقرَأُ بها القُرْآنُ، أجمع الصَّحابةُ ومن معهم من المُسلِمين على جمعِ القُرْآنِ في مُصحَفٍ واحدٍ، وأحرَقوا ما دونه من المصاحِفِ.
عن أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (إنَّ حُذَيفةَ بنَ اليَمَانِ قَدِمَ على عُثمانَ وكان يغازي أهلَ الشَّامِ في فَتحِ أرمينِيَّةَ وأذربيجانَ مع أهلِ العِراقِ، فأفزعَ حُذَيفةَ اختلافُهم في القُرْآنِ، فقال حُذَيفةُ لعُثمانَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، أدرِكْ هذه الأُمَّةَ قبل أن يختَلِفوا في الكِتابِ اختِلافَ اليَهودِ والنَّصارى، فأرسل عُثمانُ إلى حَفصةَ: أنْ أرسِلي إلينا بالصُّحُفِ نَنسَخْها في المصاحِفِ، ثمَّ نرُدَّها إليك. فأرسَلَت بها حفصةُ إلى عُثمانَ، فأمر زَيدَ بنَ ثابتٍ، وعبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ، وسَعيدَ بنَ العاصِ، وعبدَ الرَّحمنِ بنَ الحارِثِ بنِ هِشامٍ، فنسخوها في المصاحِفِ، وقال عُثمانُ للرَّهْطِ القُرَشِيِّينَ الثلاثةَ: إذا اختَلَفْتُم أنتم وزيدُ بنُ ثابتٍ في شَيءٍ مِن القُرْآنِ، فاكتُبوه بلسانِ قُرَيشٍ فإنما نزل بلسانِهم؛ ففعلوا، حتى إذا نسَخوا الصُّحُفَ في المصاحِفِ، رَدَّ عثمانُ الصُّحُفَ إلى حَفصةَ، فأرسل إلى كُلِّ أُفُقٍ بمُصحَفٍ ممَّا نسخوا، وأمر بما سِواه من القُرْآنِ في كُلِّ صَحيفةٍ أو مُصحَفٍ أن يُحرَقَ) [345] رواه البخاري (4987). .
وهكذا حُفِظ كِتابُ اللهِ تعالى على يَدِ أبي بَكرٍ وعُثمانَ رَضِيَ اللهُ عنهما، وهو ممَّا يُعَدُّ في مناقِبِهما [346] يُنظر: ((البرهان)) للزركشي (1/233)، ((الإتقان)) للسيوطي (2/377)، ((منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة)) لعثمان علي حسن (1/ 63). .
قال أبو عَمرٍو الدَّاني: (جملةُ ما نعتَقِدُه من هذا البابِ وغَيرِه من إنزالِ القُرْآنِ وكِتابتِه وجَمْعِه وتأليفِه وقراءتِه ووُجوهِه... أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَنَّ جَمْعَ القُرْآنِ وكِتابتَه، وأمر بذلك وأملاه على كتَبَتِه، وأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يمُتْ حتى حَفِظ جميعَ القُرْآنِ جماعةٌ من أصحابِه، وحَفِظ الباقون منه جميعَه متفَرِّقًا، وعرفوه وعَلِموا مواقِعَه ومواضِعَه على وَجهِ ما يَعرِفُ ذلك اليومَ مَن ليس من الحُفَّاظِ لجَميعِ القُرْآنِ.
وأنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ وعُمَرَ الفاروقَ وزيدَ بنَ ثابتٍ رَضِيَ اللهُ عنهم وجماعةَ الأمَّةِ أصابوا في جمعِ القُرْآنِ بين لوحينِ وتحصينِه وإحرازِه وصيانتِه، وجَرَوا في كِتابتِه على سَنَنِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسُنَّتِه، وأنَّهم لم يُثبِتوا منه شيئًا غيرَ مَعروفٍ ولا ما لم تَقُمِ الحُجَّةُ به، ولا رجعوا في العِلمِ بصِحَّةِ شَيءٍ منه وثُبوتِه إلى شهادةِ الواحِدِ والاثنينِ ومن جرى مجراهما، وإن كانوا قد أشهدوا على النُّسخةِ التي جمعوها على وَجهِ الاحتياطِ مِنَ الغَلَطِ وطَرْقِ الحُكمِ والإنقادِ.
وأنَّ أبا بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قصد في جمعِ القُرْآنِ إلى تثبيتِه بين اللَّوحَينِ فقط ورَسْمِ جميعِه، وأنَّ عثمانَ رحمه الله تعالى أحسن وأصاب ووُفِّق لفَضلٍ عظيمٍ في جمعِ النَّاسِ على مُصحَفٍ واحدٍ وقراءاتٍ محصورةٍ، والمنعِ  مِن غيرِ ذلك، وأنَّ سائِرَ الصَّحابةِ مِن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنه ومِن غيرِه كانوا متَّبِعين لرأيِ أبي بكرٍ وعُثمانَ في جمعِ القُرْآنِ، وأنَّهم أخبروا بصوابِ ذلك وشَهِدوا به، وأنَّ عُثمانَ لم يقصِدْ قَصْدَ أبي بكرٍ في جَمعِ نَفسِ القُرْآنِ بين لوحينِ، وإنما قصَدَ جَمْعَ الصَّحابةِ على القراءاتِ الثابتةِ المعروفةِ عن الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وألقى ما لم يجْرِ مجرى ذلك، وأخَذَهم بمُصحَفٍ لا تقديمَ فيه ولا تأخيرَ.
وأنَّه لم يُسقِطْ شيئًا من القراءاتِ الثابتةِ عن الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا منع منها ولا حظر القراءةَ بها؛ إذ ليس إليه ولا إلى غيرِه أن يمنَعَ ما أباحه اللهُ تعالى وأطلَقَه وحكَم بصوابِه وحَكَم الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للقارئِ به أنَّه محسِنٌ مُجمِلٌ في قراءتِه) [347])) يُنظر: ((الأحرف السبعة للقرآن)) (ص: 60-63). .
وقال ابنُ عُثَيمين: (لكِتابةِ القُرْآنِ وجمعِه ثلاثُ مَراحِلَ:
المَرحلةُ الأُولى: في عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكان الاعتمادُ في هذه المرحلةِ على الحِفظِ أكثَرَ من الاعتمادِ على الكِتابةِ؛ لقُوَّةِ الذَّاكِرةِ وسُرعةِ الِحفظِ، وقِلَّةِ الكاتِبينَ ووسائِلِ الكِتابةِ؛ ولذلك لم يُجمَعْ في مُصحَفٍ، بل كان من سمع آيةً حَفِظها، أو كتبها فيما تيسَّر له من عُسُبِ النَّخلِ، ورِقاعِ الجُلودِ، ولخافِ الحِجارةِ، وكِسَرِ الأكتافِ، وكان القُرَّاءُ عددًا كبيرًا.
ففي صحيحِ البُخاريِّ عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعث سبعين رجلًا يقالُ لهم: القُرَّاءُ، فعَرَض لهم حَيَّانِ مِن بني سُلَيمٍ: رِعْلٌ وذَكْوانُ، عند بئرِ مَعونةَ فقَتَلوهم [348])) أخرجه البخاري (4088) مُطَوَّلًا، ومسلم (677). ، وفي الصَّحابةِ غَيرُهم كثيرٌ؛ كالخُلَفاءِ الأربعةِ، وعبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، وسالمٍ مولى أبي حُذَيفةَ، وأُبَيِّ بنِ كَعبٍ، ومُعاذِ بنِ جَبَلٍ، وزَيدِ بنِ ثابتٍ، وأبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنهم.
المَرحَلةُ الثَّانيةُ: في عَهدِ أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه في السَّنةِ الثَّانيةَ عَشرةَ من الهِجرةِ. وسَبَبُه أنَّه قُتِل في وقعةِ اليمامةِ عَدَدٌ كبيرٌ مِن القُرَّاءِ؛ منهم سالمٌ مولى أبي حُذَيفةَ؛ أحدُ من أمر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأخْذِ القُرْآنِ منهم [349])) الحديث أخرجه البخاري (3758)، ومسلم (2464) مُطَوَّلًا. .
فأمر أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه بجَمْعِه؛ لئلَّا يضيعَ... وقد وافق المُسلِمون أبا بكرٍ على ذلك وعدُّوه من حسَناتِه، حتى قال عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه: أعظَمُ النَّاسِ في المصاحِفِ أجرًا أبو بكرٍ، رحمةُ اللهِ على أبي بكرٍ؛ هو أوَّلُ من جمع كِتابَ اللهِ.
المَرحَلةُ الثَّالِثُةُ: في عَهدِ أميرِ المُؤمِنين عثمانَ بنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عنه في السَّنةِ الخامِسةِ والعِشرينَ. وسَبَبُه اختلافُ النَّاسِ في القراءةِ بحسَبِ اختلافِ الصُّحُفِ التي في أيدي الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم، فخِيفَت الفِتنةُ، فأمَرَ عُثمانُ رَضِيَ اللهُ عنه أن تُجمَعَ هذه الصُّحُفُ في مُصحَفٍ واحدٍ؛ لئلَّا يختَلِفَ النَّاسُ، فيتنازعوا في كِتابِ اللهِ تعالى ويتفَرَّقوا... وقد فعل عثمانُ رَضِيَ اللهُ عنه هذا بعد أن استشار الصَّحابةَ رَضِيَ اللهُ عنهم؛ لِما روى ابنُ أبي داودَ عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قال: واللهِ ما فعل الذي فعل في المصاحِفِ إلَّا عن ملاءٍ منَّا، قال: أرى أن نجمعَ النَّاسَ على مُصحَفٍ واحدٍ، فلا تكونَ فُرقةٌ ولا اختلافٌ، قُلْنا، فنِعْمَ ما رأيتَ [350])) أخرجه ابن أبي داود في ((المصاحف)) (ص96)، وابن بطة في ((الإبانة الكبرى)) (87)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (39/245) مُطَوَّلًا. صحَّح إسناده ابن حجر في ((فتح الباري)) (8/634)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح السنة)) (4/524). . وقال مُصعَبُ بنُ سَعدٍ: أدركتُ النَّاسَ متوافِرين حين حَرق عُثمانُ المصاحِفَ، فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكِرْ ذلك منهم أحدٌ [351])) أخرجه البخاري في ((خلق أفعال العباد)) (270)، وابن أبي داود في ((المصاحف)) (ص68) واللَّفظُ له. صحَّح إسناده ابن كثير في ((فضائل القرآن)) (78). ، وهو من حَسَناتِ أميرِ المُؤمِنين عثمانَ رَضِيَ اللهُ عنه التي وافقه المُسلِمون عليها، وكانت مُكَمِّلةً لجَمعِ خَليفةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه... وقد بقي على ما كان عليه حتى الآن متَّفَقًا عليه بين المُسلِمين متواتِرًا بينهم، يتلقَّاه الصغيرُ عن الكبيرِ، لم تعبَثْ به أيدي المفسِدين، ولم تطمِسْه أهواءُ الزَّائغِين. فللَّهِ الحمدُ رَبِّ السَّمَواتِ ورَبِّ الأرضِ رَبِّ العالَمين) [352] يُنظر: ((أصول في التفسير)) (ص: 19-22). .
قال الباقِلَّاني: (تناقله خَلَفٌ عن سَلَفٍ، هم مِثْلُهم في كثرتِهم، وتوَفُّرِ دواعيهم على نَقْلِه، حتى انتهى إلينا على ما وصَفْنا من حالِه) [353] يُنظر: ((إعجاز القرآن)) (ص: 17). .

انظر أيضا: