الموسوعة العقدية

المَبحَثُ الرابعُ: من خصائِصِ القُرْآنِ الكريمِ أنَّه لا يُنسَبُ إلَّا إلى اللهِ تعالى لفظًا ومعنًى

ما جاء به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليس مِن عِندِ نَفْسِه، بل هو مِن عِندِ رَبِّه سُبحانَه.
قال اللهُ تعالى: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم: 3-4] .
قال ابنُ جَريرٍ: (يقول تعالى ذِكْرُه: وما ينطِقُ مُحَمَّدٌ بهذا القُرْآنِ عن هواه إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى يقولُ: ما هذا القُرْآنُ إلَّا وَحيٌ من اللهِ يوحيه إليهـ) .
وقال ابنُ كثيرٍ: (أي: إنَّما يقولُ ما أُمِرَ به، يُبَلِّغُه إلى النَّاسِ كامِلًا مُوَفَّرًا مِن غَيرِ زيادةٍ ولا نُقصانٍ) .
فالقُرْآنُ الكريمُ لا تجوزُ نِسبتُه لغيرِ اللهِ، فلَفْظُه ومعناه مِن عِندِ اللهِ.
قال ابن حجر الهيتمي عن الأحاديثِ القُدُسِيَّةِ: (هي ما نُقِل إلينا آحادًا عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع إسنادِه لها عن رَبِّه، فهي من كلامِه تعالى، فتُضافُ إليه وهو الأغلَبُ، ونِسْبَتُها إليه حينئذٍ نِسبةُ إنشاءٍ؛ لأنَّه المتكَلِّمُ بها أولًا، وقد تضافُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأنَّه المخبِرُ بها عن اللهِ تعالى، بخلافِ القُرْآنِ فإنَّه لا يُضافُ إلَّا إليه تعالى، فيُقالُ فيه: (قال اللهُ تعالى)، وفيها: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما يروي عن رَبِّه تعالى) .
وقال ابنُ عُثَيمين: (القُرْآنُ لا تجوزُ قراءتُه بالمعنى بإجماعِ المُسلِمين) .

انظر أيضا:

  1. (1)  يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (22/8).
  2. (2)  يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (7/443).
  3. (3)  يُنظر: ((الفتح المبين بشرح الأربعين)) (ص: 432).
  4. (4)  يُنظر: ((القول المفيد)) (1/82).