الموسوعة العقدية

المَبحَثُ الخامِسُ: من فضائِلِ القُرْآنِ أنَّ الاعتصامَ به سلامةٌ مِنَ الفِتَنِ

قال اللهُ تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [آل عمران: 103] .
فأحَدُ الأقوالِ في معنى بِحَبْلِ اللَّهِ أنَّه القُرْآنُ [256] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (5/644)، ((تفسير ابن كثير)) (2/89). .
قال ابنُ تيميَّةَ: (أمَرَ بالاعتصامِ بحَبلِ اللهِ، وهو كِتابُه) [257])) يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (19/ 76-80). .
عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في خُطبتِه في حَجَّةِ الوداعِ: ((وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ ما لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إنِ اعْتَصَمْتُمْ به؛ كِتَابَ اللهِ )) [258] رواه مسلم (1218) مُطَوَّلًا. .
قال الشاطبيُّ عن القُرْآنِ الكريمِ: (إنَّ الكِتابَ قد تقَرَّر أنَّه كُلِّيَّةُ الشَّريعةِ، وعُمدةُ المِلَّةِ، ويَنبوعُ الحِكْمةِ، وآيةُ الرِّسالةِ، ونورُ الأبصارِ والبصائِرِ، وأنَّه لا طريقَ إلى اللهِ سِواه، ولا نجاةَ بغَيرِه، ولا تمسُّكَ بشَيءٍ يخالِفُه) [259] يُنظر: ((الموافقات)) (4/144). .
وقال ابنُ باز: (الواجِبُ على أهلِ الإسلامِ العنايةُ بهذا الكِتابِ العظيمِ وحِفْظُه والمذاكرةُ فيه وتدَبُّرُ معانيه ونَقْلُ ألفاظِه ومعانيه للنَّاسِ كما أُنزِلَ؛ لأنَّ فيه الهُدى والنُّورَ، فيه الدَّلالةُ على كُلِّ خيرٍ، فيه الدَّعوةُ لكُلِّ ما ينفَعُ العِبادَ والبلادَ، وفيه الترهيبُ من كُلِّ سُوءٍ... فالاعتِصامُ بكِتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسولِه هو السَّبيلُ الوحيدُ للنَّجاةِ، وهو الصِّراطُ المستقيمُ) [260])) يُنظر: ((مجموع فتاوى ابن باز)) (6/ 208). .

انظر أيضا: