الموسوعة العقدية

المطلبُ الثالثُ: مسائِلُ العقيدةِ

الكُتُبُ المُنَزَّلةُ من اللهِ تعالى قد اشتملت واتَّفَقت على مسائِلِ العقيدةِ.
ومن ذلك: الإيمانُ باللهِ ورُسُلِه، والبَعثِ والنُّشورِ، والجَنَّةِ والنَّارِ، وغيرِ ذلك.
وهذه المسائِلُ من بابِ الأخبارِ التي لا تُنسَخُ في أيِّ كِتابٍ مِن اللهِ عَزَّ وجَلَّ.
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ )) [93] أخرجه البخاري (3443) واللَّفظُ له، ومسلم (2365). .
قال أبو العبَّاسِ القُرطبيُّ: (وفي لَفظٍ آخَرَ: ((أولادُ عَلَّاتٍ)) [94] أخرجه البخاري (3442)، ومسلم (2365) مُطَوَّلًا. . وفي الصِّحاحِ: بنو العَلَّاتِ: هم أولادُ الرَّجُلِ مِن نسوةٍ شَتَّى... و«قَولُه: ودينُهم واحِدٌ» أي: في توحيدِهم، وأصولِ أديانِهم، وطاعتِهم لله تعالى، واتِّباعِهم لشرائعِه، والقِيامِ بالحَقِّ، كما قال تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا [الشورى: 13] الآية) [95] يُنظر: ((المفهم)) (6/176). .
 وقال ابنُ تيميَّةَ: (الرُّسُلُ مُتَّفِقون في الدِّينِ الجامِعِ للأُصولِ الاعتقاديَّةِ والعَمَليَّةِ؛ فالاعتقاديَّةُ كالإيمانِ باللهِ وبرُسُلِه وباليومِ الآخِرِ) [96] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (15/ 159). .
وقال ابنُ رجَبٍ: (إنَّ جميعَ الرُّسُلِ كان دينُهم الإسلامَ؛ ولهذا ثبت في «الصَّحيحِ» عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((إنَّا -مَعاشِرَ الأنبياءِ- دينُنا واحِدٌ)) [97] أخرجه البخاري (3443)، ومسلم (2365) بنحوه من حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. ولفظ البخاري: (( ..والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد)) ؛ فإنَّهم كُلَّهم مُتَّفِقون على أصولِ التوحيدِ وتوابِعِه) [98] يُنظر: ((مجموع رسائل ابن رجب)) (2/ 557). .

انظر أيضا: