الموسوعة العقدية

المَبحَثُ الثَّالِثَ عَشَرَ: خَزَنةُ الجنَّةِ

قال اللهُ تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إلى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ [الزمر: 73] .
قال السَّعْديُّ: (في الآياتِ دليلٌ على أنَّ النَّارَ والجنَّةَ لهما أبوابٌ تُفتَحُ وتُغلَقُ، وأنَّ لكُلٍّ منهما خَزَنةً) .
وعن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((آتي بابَ الجَنَّةِ يَومَ القِيامَةِ فأسْتفْتِحُ، فيَقولُ الخازِنُ: مَن أنْتَ؟ فأقُولُ: مُحَمَّدٌ، فيَقولُ: بكَ أُمِرْتُ لا أفْتَحُ لأحَدٍ قَبْلَكَ )) .
قال ابنُ القَيِّمِ: (الخَزَنةُ جمعُ خازنٍ، مِثلُ حَفَظةٍ وحافِظٍ، وهو المؤتمَنُ على الشَّيءِ الذي قد استحفظَهـ) .
وقال المناوي: (سُمِّيَ الموكَّلُ بحِفظِ الجنَّةِ خازِنًا؛ لأنَّها خِزانةُ اللهِ تعالى أعَدَّها لعبادِه... وظاهِرُه أنَّ الخازِنَ واحِدٌ، وهو غيرُ مرادٍ، بدليلِ خَبَرِ أبي هُرَيرةَ: ((من أنفق زَوجينِ في سَبيلِ اللهِ دعاه خَزَنةُ الجنَّةِ كُلُّ خَزَنةِ بابٍ: هَلُمَّ )) ، فهو صريحٌ في تعَدُّدِ الخزنةِ، إلَّا أنَّ رِضوانَ أعظَمُهم ومُقَدَّمُهم، وعظيمُ الرُّسُلِ إنما يتلقَّاه عظيمُ الحَفَظةِ) .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 731).
  2. (2) أخرجه مسلم (197).
  3. (3) يُنظر: ((حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح)) (ص: 109).
  4. (4) أخرجه البخاري (2841)، ومسلم (1027) باختلاف يسير مطولًا.
  5. (5) سبق أنَّ اسمَ رضوانٍ لم يثبُتْ بخبرٍ صَحيحٍ.
  6. (6) يُنظر: ((فيض القدير)) (1/ 36).