تم اعتماد المنهجية من الجمعية الفقهية السعودية
برئاسة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود
عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)
المَلائِكة في الاصطِلاحِ: خَلقٌ مِن خَلقِ اللهِ تعالى، خلقَهم اللهُ عَزَّ وجَلَّ من نورٍ، وهم عِبادٌ مُكرَمون، لا يَعْصُون اللهَ ما أمرهم، ويَفعَلون ما يُؤمَرون، لا يُوصَوفون بالذُّكورةِ ولا بالأُنوثةِ، ولا يأكُلون، ولا يَشْرَبون، ولا يتناكَحون، ولا يَمَلُّون، ولا يَتْعَبون، ولا يَعلَمُ عَدَدَهم إلَّا اللهُ سُبحانَه، وقد حجَبَهم اللهُ عَنَّا فلا نراهم، ورُبَّما كشَفَهم لبعضِ عِبادِه، وهم قادِرون على التشَكُّلِ والتمَثُّلِ، ولهم قوًى عظيمةٌ وقُدرةٌ كبيرةٌ على التنَقُّلِ وغَيرِه . قال ابنُ حزمٍ: (المَلائِكةُ بنَصِّ القُرآنِ والسُّنَنِ وإجماعِ جَميعِ مَن يُقِرُّ بالمَلائِكةِ مِن أهلِ الأديانِ المختَلِفةِ: عُقَلاءُ مُتعَبَّدون، مَنهيُّون مأمورون) . وقال ابنُ تَيمِيَّةَ: (إنَّ اسمَ المَلائِكةِ والمَلَكِ يتضَمَّنُ أنَّهم رُسُلُ اللهِ، كما قال تعالى: جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا، وكما قال: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا؛ فالمَلائِكةُ رُسُلُ اللهِ في تنفيذِ أَمْرِه الكونيِّ الذي يُدَبِّرُ به السَّمَواتِ والأرضَ... وأمْرِه الدِّينيِّ الذي تَنزِلُ به المَلائِكةُ) . وقال أيضًا: (من المعلومِ بالاضطرارِ أنَّ الرُّسُلَ أخبرت بالمَلائِكةِ والجِنِّ، وأنَّها أحياءٌ ناطِقةٌ قائِمةٌ بأنفُسِها ليست أعراضًا قائِمةً بغَيرِها... وأيضًا فإنَّ اللهَ وَصَف المَلائِكةَ بصِفاتٍ تقتَضي أنهم أحياءٌ ناطِقون خارجون عن قوى البشَرِ وعن العُقولِ والنُّفوسِ التي تُثبِتُها الفلاسِفةُ؛ فعُلِمَ أنَّ المَلائِكةَ التي أخبرت عنها الأنبياءُ ليسوا مطابِقين لِما يقولُه هؤلاءِ) . وقال أيضًا: (المَلائِكةُ من الأعيانِ لا من الأعراضِ، فهي من المخلوقاتِ باتِّفاقِ المُسلِمين، وليس بين أهلِ المِلَلِ خِلافٌ في أنَّ المَلائِكةَ جَميعَهم مخلوقون) . وقال الجُرجانيُّ: (الملَكُ: جِسمٌ لطيفٌ نُورانيٌّ، يتشَكَّلُ بأشكالٍ مُختَلِفةٍ) . وقال السَّفاريني: (الحَقُّ أنَّ المَلائِكةَ عليها السَّلامُ ذواتٌ قائمةٌ بأنفُسِها، قادِرةٌ على التشَكُّلِ بالقُدرةِ الإلهيَّةِ، كما ثبت في الأحاديثِ الصَّحيحةِ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) . وقال الألوسيُّ: (اختلف النَّاسُ في حقيقتِها بعد اتِّفاقِهم على أنَّها موجودةٌ سمعًا أو عقلًا، فذهب أكثَرُ المسلِمين إلى أنها أجسامٌ نورانيَّةٌ، وقيل: هوائيَّةٌ قادِرةٌ على التشَكُّلِ والظُّهورِ بأشكالٍ مختَلِفةٍ بإذنِ اللهِ تعالى) . وقال ابنُ عُثَيمين: (المَلائِكةُ: عَالَمٌ غَيْبِيٌّ مَخْلُوقُونَ، عَابِدُونَ لِلَّهِ تعالى، وليس لهم مِنْ خَصَائِصِ الرُّبُوبِيَّةِ والأُلُوهِيَّةِ شَيْءٌ، خَلَقَهم اللهُ تعالى مِنْ نُورٍ، ومَنحَهم الِانْقِيَادَ التَّامَّ لِأَمْرِه، وَالْقُوَّةَ على تَنْفِيذِه... وهم عَدَدٌ كَثِيرٌ لَا يُحْصِيهِمْ إِلَّا اللَّهُ تعالى) . وقال عنهم أيضًا: (لَا يَأْكُلُونَ، ولا يَشْرَبُونَ، يَسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ، لَهُمْ أَشْكَالٌ وَأعْمَالٌ، وَوَظَائِفُ مَذْكُورَةٌ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ) .