موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من الشعر


1- قال أبو العتاهِيةِ:
فالبَسِ النَّاسَ ما استطَعْتَ على
النَّقصِ وإلَّا لم تستَقِمْ لك خُلَّه
عِشْ وَحيدًا إن كنتَ لا تقبَلُ العُذرَ
وإن كنتَ لا تجاوِزْ زَلَّه .
2- وقال الشَّاعِرُ:
إذا ما أتت من صاحِبٍ لك زَلَّةٌ
فكُنْ أنت محتالًا لزَلَّتِه عُذرَا
غِنى النَّفسِ ما يكفيه من سَدِّ خَلَّةٍ
وإن زاد شَيئًا عاد ذاك الغِنى فَقْرَا .
3- وقال آخَرُ:
أُغَمِّضُ عيني عن صديقي تغافُلًا
كأنِّي بما يأتي من الأمرِ جاهِلُ
وما بي جَهلٌ غَيرَ أنَّ خليقتي
تُطيقُ احتمالَ الكُرهِ فيما يحاوِلُ .
4- وقال الشَّاعِرُ:
البَسْ أخاك على تصَنُّعِه
فلرُبَّ مفتَضَحٍ على النَّصِّ
ما كِدتُ أفحَصُ عن أخي ثِقةٍ
إلَّا ذمَمْتُ عواقِبَ الفَحصِ .
5- وقال الشَّاعِرُ:
ما كُنتُ مُذْ كُنتُ إلَّا طوعَ إخواني
ليستَ مؤاخَذةُ الإخوانِ مِن شاني .
6- وقال الشَّاعِرُ:
وإذا الكريمُ أتيتَه بخديعةٍ
فرأيتَه فيما تحِبُّ يُسارِعُ
فاعلَمْ بأنَّك لم تخادِعْ جاهِلًا
إنَّ الكريمَ بفَضلِه يتخادَعُ .
7- وقال العَسكريُّ:
تغافَلْ فليس السَّرْوُ إلَّا التَّغافُلُ
وليس سقوطُ القَدْرِ إلَّا التَّعاقُلُ
ولا تتجاهَلْ إن مُنِيتَ بجاهِلٍ
فليس فسادُ الجاهِ إلَّا التَّجاهُلُ
ولا تتطاوَلْ إنْ تطاوَلَ أحمَقٌ
فرأسُ حماقاتِ الرِّجالِ التَّطاوُلُ
8- قال ابنُ الورديِّ:
وتغافَلْ عن أُمورٍ إنَّه
لم يَفُزْ بالحَمدِ إلَّا مَن غَفَلْ .
9- قال ابنُ شِهابٍ:
تغافَلْ ولا تَغفُلْ فما ساد غافِلُ
وكُنْ فَطِنًا مستيقِظًا متغافِلَا
فكَيدُ أعادي المرءِ تبدو رؤوسُه
متى خاله الأعداءُ عن ذاك ذاهِلَا
وأيُّ امرئٍ فوق البسيطةِ سالمٌ
من الضِّدِّ لا يخشى الأذى والغوائِلَا
وذو الحَزمِ يدري ما يُدَبِّرُ خَصْمُه
فيَلبَسُ دِرعًا بالسَّلامةِ كافِلَا
وإن طاش سَهمٌ عن ترائِبِ غافِلٍ
فأحرى بثانٍ أن يُصيبَ المَقاتِلَا
ورُبَّ مُسيءٍ نادمٍ تاب وارعَوى
فظنَّك بالأمرِ المكَدِّرِ جاهِلَا
ولو كان يدري أنَّ هفوتَه نَمَت
إلى عِلمِك استحيا وأصبح راحِلَا
فكُنْ حازِمًا في السِّرِّ تَسلَمْ وغافِلًا
علانيةً تَظفَرْ بما كنتَ آمِلَا .

انظر أيضا:

  1. (1) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 180).
  2. (2) ((الأمالي)) لأبي علي القالي (2/224).
  3. (3) ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (2/669).
  4. (4) ((الصداقة والصديق)) لأبي حيان التوحيدي (ص: 103).
  5. (5) ((شرح مقامات الحريري)) لأبي العباس الشريشي (3/412).
  6. (6) ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (9/107).
  7. (7) السَّرْوُ: المروءةُ والشَّرَفُ. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/ 377).
  8. (8) ((جمهرة الأمثال)) (1/ 140).
  9. (9) ((الكشكول)) للعاملي (1/ 236).
  10. (10) ((ديوان ابن شهاب)) (ص: 189).