موسوعة الأخلاق والسلوك

ه- قِصَصٌ ونماذِجُ مِن التَّضحيةِ عِندَ العُلَماءِ المتقَدِّمينَ


تضحيةُ ابنِ الجَوزيِّ:
قال ابنُ الجَوزيِّ: (اعلَمْ -يا بُنَيَّ- أنَّ أبي كان مُوسِرًا وخلَّف ألوفًا من المالِ، فلمَّا بلَغْتُ، دفَعوا لي عِشرين دينارًا ودارَينِ، وقالوا لي: هذه التَّرِكةُ كُلُّها، فأخَذْتُ الدَّنانيرَ، واشتَرَيتُ بها كتُبًا من كتُبِ العِلمِ، وبِعتُ الدَّارَينِ، وأنفَقْتُ ثمَنَهما في طلَبِ العِلمِ، ولم يَبْقَ لي شيءٌ من المالِ، وما ذَلَّ أبوك في طَلَبِ العِلمِ قَطُّ، ولا خرَج يطوفُ في البُلدانِ كغَيرِه من الوُعَّاظِ، ولا بَعَث رُقعةً إلى أحَدٍ يَطلُبُ منه شيئًا قَطُّ، وأمورُه تجري على السَّدادِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق: 2-3] ) [1721] ((صيد الخاطر)) (ص: 509). .
تضحيةُ عَبدِ الغَنيِّ المَقْدِسيِّ بطعامِ عَشائِه:
قال منصورٌ الغَضاريُّ: (شاهَدْتُ الحافِظَ في الغلاءِ بمِصرَ وهو ثلاثَ ليالٍ يُؤثِرُ بعَشائِه ويَطْوي!) [1722] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (21/457) .

انظر أيضا: