موسوعة الأخلاق والسلوك

سادِسًا: مظاهِرُ وصُوَرُ التَّضْحيةِ


1- التَّضْحيةُ بالنَّفسِ وهي من أعلى مراتِبِ التَّضْحيةِ: وذلك بتعريضِها لمظانِّ الهلاكِ أو المشقَّةِ، وقد سمَّى اللهُ تعالى الذين يُضَحُّون في سبيلِه بأنفُسِهم شُهَداءَ.
وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((مِن خَيرِ مَعاشِ النَّاسِ لهم رَجُلٌ مُمسِكٌ عِنانَ [1678] هو سَيرُ اللِّجامِ الذي تمسِكُ به الدَّابَّةَ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (35/ 414). فَرَسِه في سبيلِ اللَّهِ، يطيرُ على مَتْنِه كلَّما سَمِعَ هَيْعَةً أو فَزعةً طار عليه، يبتغي القَتْلَ والموتَ مَظانَّه، أو رَجُلٌ في غُنَيمةٍ في رأسِ شَعَفَةٍ [1679] شَعَفةُ كُلِ شيءٍ: أعلاه. وشَعَفةُ الجَبَلِ: رأسُه. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (9/177). من هذه الشَّعَفِ، أو بَطنِ وادٍ مِن هذه الأوديةِ، يقيمُ الصَّلاةَ، ويُؤتي الزَّكاةَ، ويَعبُدُ ربَّه حتَّى يأتيَه اليقينُ، ليس من النَّاسِ إلَّا في خيرٍ)) [1680] أخرجه مسلم (1889). .
2- التَّضْحيةُ بالمالِ:
ومن ذلك بَذلُ المالِ وإنفاقُه في سبيلِ اللهِ؛ قال تعالى: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران: 92] ، ومنه إسقاطُ الدَّينِ عن المُعسِرِ؛ عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((كان تاجِرٌ يُدايِنُ النَّاسَ فإذا رأى مُعسِرًا قال لفِتيانِه: تجاوَزوا عنه لعَلَّ اللهَ أن يتجاوَزَ عنَّا، فتجاوَزَ اللهُ عنه)) [1681] أخرجه البخاري (2078) ومسلم (1561). .
3- التَّضْحيةُ بالوَقتِ من أجلِ التَّعلُّمِ أو التَّعليمِ أو مساعدةِ الآخَرينَ.
4- التَّضحيةُ براحةِ النَّفسِ.
5- التَّضحيةُ بالهِجرةِ من الوَطَنِ.
6- التَّضحيةُ بلَذَّةِ النَّومِ والفِراشِ، ومن ذلك التَّضحيةُ بها لقيامِ اللَّيلِ؛ قال تعالى: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ [الذاريات: 17]، وقال أيضًا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة: 16] .

انظر أيضا: